الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

الاستراتيجية حرب على كافة الجبهات(2-2)


ترجمة الباحث : امير جبارالساعدي
ولان الولايات المتحدة الامريكية تساند اسرائيل فقط بصفتها هدفا للحقد الاسلامي المتطرف- ولان اغلب الصحافة العربية لا تعرض اخبارا مؤيدة لامريكا – فان بوش ادرك انه لن يكون هناك تاثيرا مستمرا لصور بعض ذوي القلوب الكبيرة, وان الاحتجاجات في افغانستان وباكستان لم تضعف حدتها ولم يتوقف سيل اللاجئون الجياع الذين ياتون الى الحدود في افغانستان , فالاوضاع في باكستان كانت غير مستقرة سلفا . والرئيس برويز مشرف يقوم بمجازفة كبيرة جراء مساندته الولايات المتحدة ضد طالبان ونتيجة لذلك فانه اعطى الولايات المتحدة دخولا محدودا للقواعد العسكرية الباكستانية . غير ان اللاجئون جعلوا الوضع المتوتر اكثر سوءا , واستمرت القلاقل في باكستان على الرغم من رفع الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على باكستان ووعدت باعطائها مساعدة قيمتها (50) مليون دولار امريكي , فقد طافت الشوارع في الاسبوع الماضي جموع كبيرة في بيشاور وراوالبيندي , اذ احرقوا دمى تمثل بوش . وقال ( اس فريدريك ستار ) وهو متخصص في شوؤن اسيا الوسطى " نحن نقلل من شان المخاطر التي تتمثل بهذا الامر . التي تحدق بباكستان " . اذ هاجمتم فانكم ستؤججون الطابور الافغاني الخامس في باكستان ستؤججون المتعصبين الباكستانين والمنظمات الارهابية . وتضعون المثقفين الذين ينادون بالعولمة والحداثة في باكستان بموضع دفاعي بشكل كبير . وانتم تدفعون باحداث نقلة اعمق لا مفر منها تقريبا في اتجاه تكوين جمهورية اسلامية محافظة ."
وكانت هناك الحقيقة الجليلة ان العديد من الافغان يموتون بسبب المجاعة وبمعدل ستة اشخاص من كل عشرة الالاف يموتون يوميا في بعض القرى . وعلى اساس تلك النسبة فان القرى ربما تخسر (30%) من سكانها في غضون عام واحد.
وهكذا فان مسوؤلا بارزا في الادارة الامريكية اخبر مجلة (TIME) منذ اسبوعين بان الرئيس طلب مستشارة الامن القومي كوندليزا رايز لمعالجة مشكلة الجوع . وبعد التشاور مع الاردن ومصر والمملكة العربية السعودية والحلفاء الاخرون في المنطقة . قررت ادارة بوش بان انجح السبل لتوحيد التحالف ستكون حملة لاقناع المسلمين المشككين برحمة امريكا ويقول مسؤول في البيت الابيض انه امر نتحدث عنه وانه شئ اخر يتطلب منا ان نفعل شئ حياله .
وادركت الادراة في يوم الثلاثاء الماضي بانها تستطيع الحصول على اكبر كمية وذلك عن طريق دمج المساعدات الامريكية لافغانستان الموجودة اصلا والبالغة (170) مليون دولار سنويا مع مساعدة جديدة بقيمة (320) مليون دولار حتى تسوي الامر برمته مرة واحدة . ويقول مسؤولا في الادارة الامريكية في يوم الاربعاء كنا لا نزال نتاكد من اننا نجمع الاموال ونحصل كمية كبيرة ".
وجب ان يكون التاثير العام تاثيرا كبيرا , فلذلك بدانا من (100) مليون الى (125) , الى , (320) مليون دولار , فلننجز الامر خير انجاز , ان هذا الرقم ذا تاثير كبير فالولايات المتحدة توزع (25) مليون دولار فقط في الوقت الحاضر . وتبقى على بقية المبلغ حتى فترة ما بعد بداية القصف.
ان كمية المال هذه كانت كافية لتسبب مشكلة سياسية لبوش . فالمحافظين يساورهم برود طبيعي حيال المساعدة الخارجية وبالاخص المساعدات الانسانية في مناطق الحرب . فانهم يتخوفون من ان الاعداء سيحصلون عليها, وجاء عضو مجلس الشيوخ (جوبدن) لينقذ المخطط وهو الديقراطي الذي يتراس جمعية العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ . وعرف بدن ان الحزب القديم سيتراجع عن صفقة مساعدات كبيرة . لذلك ذهب الى بوش وبحوزته خطة ,وفي مطلع الاسبوع الماضي جاء بدن بصفقة لربما هي اكبر من سابقتها . صفقة قللت عن عمد من اهمية مقترح البيت الابيض الذي لم يعلن حتى الان , وبتلك الطريقة فعندما يتم تسريب خطة بوش فانها ستبدو معتدلة بالمقارنة بتلك.
واحيل الامر الى مدير وكالات التنمية الدولية . اندريو ناتسيون لينسق العملية . وبمساعدة من الامم المتحدة . يمكن للاغدية والدواء ان تتدفق داخل افغانستان بواسطة الشاحنات من الجنوب او على الحمير من الشمال . وفي المناطق التي تسيطر عليها قوات طالبان لذا لن يكون بالامكان ايصال المواد الغذائية والدواء الا بقيام الولايات المتحدة باسقاطها حيث يموت الناس جوعا , ورفعت وزارة الدفاع الاعلام اشارة للاعتراض حيث قال ضابط كبير في وزارة الدفاع .." يجب ان نتاكد من ان الغذاء والدواء الذي يتم القائه سيصل الى الناس الجياع ولن يصل الى ايدي قوات طالبان " ولا يمكننا جعل قواتنا تسقط الغذاء ويتهددهم خطر كبير " وقام خبراء وزارة الدفاع برسم طرق جوية تسلكها الطائرات كي تتجنب البطاريات المضادة للطائرات ووضعوا خطة لتدمير الدفاعات الارضية التي لا يمكنهم تجنبها وقال مسؤول رسمي بينما كانت الخطة في طريقها للاكتمال "فانها ليست عملية بسيرة"
ويتوقع خبراء النقل الجوي ان العملية ربما تستغرق اسابيع لاسقاط الغذاء والدواء في المناطق الصحيحة في افغانستان . وسترغب واشنطن باطلاع اكبر عدد من الباكستانين والمسلمين ان يسمعوا بعمليات النقل الجوي خلال الايام والاسابيع المقبلة , وستشن الولايات المتحدة حربا على موجات الراديو , اذ ان امريكا صوت يصل الى داخل افغانستان ويقدم برامجه بلغة البشتو والداري واللغات الاخرى.
في وزارة الخارجية فان وكيل الوزير لشؤون الدبلوماسية العامة , تشارلوت , بيرز , وهي شخصية اسطورية في اعلانات NEW YOURK , اذ ستستخدم هذه المراة في مجال "الدعاية" للترويج بالمجهود الامريكي , ويقول مسؤول امريكي انه من المحتمل ان تبدا حملة المساعدات الانسانية في نفس الوقت الذي تبدا فيه الضربات على مواقع طالبان – ان لم يك ذلك في نفس الساعة . فانه سيكون ضمن دورة نشرة الاخبار نفسها . واطلع مسؤولون رسميون مطلعون مجلة(TIME) بان القوات الامريكية الخاصة مستعدة للتقدم على منظمة القاعدة في اي وقت , وان كل ما يحتاجونه هو تحديد دقيقي امكان اسامة بن لادن وقال مسؤول رسمي بارز :"انهم ينتظرون اللحظة المناسبة داخل افغانستان وليس هناك اي اضطرار اخر ".
ان مناورة بوش – الا وهي ملئ السماء بالخبز والرصاص – لهي مجازفة اخرى به مسؤولوا البنتاغون وان الحملة الانسانية ستعقد التخطيط للحرب لدرجة معينة , وهو ما يسميه المسؤولون منع التضارب – وهو التاكد من عدم ارباك الطائرات الحربية وطائرات الاغاثة الاخرى – وهذا العمل هو الجانب الذي يصب البنتاغون جل تركيزه عليه ويقول ضابط برتبة لواء في القوة الجوية "انه لمن الجديد علينا ان نقاتل ونطعم في الوقت ذاته , ونحن لسنا متيقنين تماما كيف ان الامر سيتم " وعلى الارض في افغانستان , هناك عرفان دفين وان كان حذرا للمعونات الغذائية الامريكية طوال السنوات الماضية , بيد انه ما من احد يتوقع ان يؤدي ذلك الامر الى انهيار طالبان بفعل مليوني كعكة قمح . وفي الخارج ربما يكون للولايات المتحدة حظا اوفر , فعلى الاقل فان اسقاط الولايات المتحدة للمساعدات الانسانية سيساعد شركاء تحالف الولايات المتحدة ويحول كلمات بوش العطوفة الى افعال , ان هذه العمليات لن تقنع المسلحين المتزمتين , الا انها ربما تدق على الوتر الحساس لدى الطبقات الوسطى المتدنية في ارجاء العالم الاسلامي , حرب يحاول فيها جنود امريكان قتل مجموعة من الافغان بينما يطعمون مجموعة اخرى , هذا سيولد مشاكل في تلازم هذين الامرين , بيد انه هناك اختلاف جلي بين المساعدات بعيدا عن ايدي الافغان الجياع . فان صورة امريكا التي تحاول مد يد العون ستثبت حول العالم , غير انه في عمليات القصف فان وزارة الدفاع لن تكون قادرة على ابتداع صورة دقيقة جدا , النتائج فقط- اعتقال او قتل اسامة بن لادن وشبكته ذا اثر بالغ.

} اين دك جيني {
في اول يوم احد بعد الهجمات الارهابية في الحادي عشر من ايلول , طلع نائب الرئيس دك جيني البلد في برنامج (لقاء مع الصحافة ) انه كان قائدا واثقا ويبعث الطمانينة في اوقات الازمات التي تلم بالامة, وبعدئذ , حدث الهدوء , ومنذ ثلاثة اسابيع مضت لم تشاهد الجماهير موظفا من موظفي مجلس الوزراء اقل منه وبداءت الصحافة المشككة بطرح التساؤلات , وفي الاسبوع الماضي قال احد معاوني جيني له"الكل يعرف اين انت " وابتسم النائب ابتسامة خفيفة قائلا له " لا تخبرهم " انه مختف عن الانظار غير انه يجلس على ميمنة الرئيس وبعد المقابلة مع برنامج (لقاء مع الصحافة) , تسرب كلام عن ان مستشاري الرئيس كارين هوغز وكارل روف, يظنون انه ابلى بلاء حسنا – ذلك ان بدى مسئولا عن الامر غاية المسؤولية , وانكر المستشاران من انهما قد اقتحماه في هذا اللقاء بيد انه بعدئذ بلاشى جيني عن انظار العامة , بينما هو يبقى على الاصرة بينه وبين بوش قوية .((ان هوغر وروف . على ايه حال , لم يعودوا يشاركان في اثقل المنافسات التي بديرها الرئيس ذلك لانهما ليسا عضوين في فريقه )) . وجيني هو قلب الفريق – وهو يحتفظ بالصوت المتردد على مجالس بوش السياسية , وهو اللاعب الذي غالبا ما تحدده ايماءة راسه اين سيكون الرئيس = كما حصل الاسبوع الماضي اذ ان توصية تقدم بها جيني عززت قرار البيت الابيض في تعجيل دفعة لصفقة تحفيزية ثقيلة على الاستقطاعات الضريبية , وفي الاوقات بين اجتماع واخر مع بوش يجيب جيني على الاتصالات الهاتفية ويطمئن الحلفاء القلقون , ويوجه النصح لوزير الدفاع دونالد رامزفيلد حول الفروقات البسيطة في سياسات الشرق الاوسط ويدفع بخطته الى المكتب الجديد للامن القومي.
ان مجهود الحرب غير الطريقة التي يتعامل بها كل من بوش وجيني , بالاضافة الى اجتماعات متكررة فالاثنان يبدوان وانهما يتحدثان محادثة طويلة طوال اليوم . وانهما قد دمجا ملاكاتهما معا ,وان رئيس الاركان جيني , لويس (سكوتر) ليبي , قد دخل في مجلس الامن القومي لبوش , ولا تستمر اللحظات المقررة لمناقشة امور نيابية طويلا , وبدا اجتماع لتحديد الاجتماعات في الاسبوع الماضي عندما رن الهاتف وقال جيني ساكون هناك فورا ياسيدي . وهو يغادر الى المكتب البيضوي بدون ان يقول ايه كلمة , وقال احد مساعديه الذي اعفي من الخدمة مازحا ما نحن , كبد مقسوم ؟ وعندما اعاد بوش كتابة جزء من خطابه في العشرين من ايلول وهو اعادة تشكيل موقع الادراة ضد شبكة القاعدة التي يديرها بن لادن . فانه تاكد من ان احد مساعديه طلب من جيني ان يقوم بالامر . والاكثر من ذلك فان السؤال الاخير الذي يطرحه بوش قبل اتخاده اي قرار هو " ما هو رايك يا دك؟ " ويبقى جيني على تاثيره في عدم التحدث وفي اكبر الاجتماعات , فلنقل في اجتماعات قادة الشيوخ- فانه يجلس بصمت على ميمنة الرئيس يزن الكلمات لتوقع من التاثير اثقله, و يقول هوغز ’, كلما كان الاجتماع اصغر كلما زاد كلامه , ويقول جيني بعبارة اخرى قائلا " ادخر نصيحيتي للرئيس" . ويعمل جيني عملا دؤوبا ليساعد بوش ووزير الخارجية كولن باول على نسجهما معا خيوط تحالف عالمي ضد الارهاب , فخبرته الماضية خبرة ثرة وفي الاسبوع الماضي تحدث مع الشيخ محمد بن خليفة الثاني شيخ قطر , وهو صديق قديم من رحلاته التي اجراها لبناء تحالف حرب الخليج قبل عشرة اعوام , اذ تحدث جيني حول التطورات الحاصلة في العائلة ولطف جو المحادثة ببضع مزح وبعدئذ ناقش كيف يمكن لقطر ان تمد يد العون للولايات المتحدة .
ويبقى بوش , في جهود الحرب , القائد العاطفي الذي يذرف الدمع مع عوائل الضحايا , ويخطط جيني لزيارة نيويورك الا انه اخبر مساعديه بانه غير مرتاح تماما لفكرة قوله كلاما عاطفيا وانه ليفضل ادارة السياسية من وراء الكواليس بدلا من ان يحاول مشاطرة الامة جزنها او كما قال لاحد المستشارين
" انا لا ابلي في الماتم بلاء حسنا".
بقلم : جايميز كارني وجون اف ديكرسون / واشنطن

ليست هناك تعليقات: