السبت، 20 سبتمبر 2008

التيارات العالمية عام 2015 (13-15)

ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

*سيعيد توجه اوكرانيا الى الغرب عراقيل الفساد المتفشي وقوة المنظمات الاجرامية والاسئلة المترددة حول التزامها بحكم القانون.
ستبقى كييف معرضة للضغط الروسي ويرجع ذلك في الاساس الى اعتمادها المستمر على الطاقة، غير ان الاوكرانيين من كافة التوجهات السياسية قد يؤثرون الاستقلال على اعادة الاندماج الى عهد النفوذ الروسي.
وسيبقى جنوب القوقاز يفتقر الى الاستقرار وبصورة مستمرة في تقلب مستمر حتى عام 2015 وذلك لعدم التوصل الى حلول بشان الصراعات الداخلية،وضعف البنى الاقتصادية واستمرار التدخل الروسي، ومن المرجح ان تحقق جورجيا اعتدالا في الاستقرار السياسي والاقتصادي باعتماد جزئي على عوائد نقل الطاقة،لكنها تبقى موضع اهتمام روسيا في المنطقة.

اما ارمينيا فستبقى في عزلتها وقد تبقى تابعا لروسيا- او قد تكون تابعا ايرانيا- ولذلك فهي تمثل بطاقة يكتنفها الغموض بالمنطقة، إما اذربيجان فمن غير المحتمل ان يؤدي نجاحها في تطوير قطاع الطاقة الى ازدهار واسع: اذ ستبقى باكو ذات اقتصاد يعتمد على قطاع واحد مع فساد متفش في كافة قطاعات المجتمع.
وفي اسيا الوسطى فستزداد حالات التوتر الاجتماعي والبيئي والديني مع احتمال زيادة التوتر العرقي فيها،وستؤدي الاجراءات المشددة حول اهدار الماء وتلوث المياه الجوفية واراضي الصالحة للزراعة الى حالات نقص مستمرة في الانتاج الزراعي وتوليد الطاقة. وستؤدي نسب المواليد المرتفعة في الثمانينات ومطلع التسعينات الى تقيدات في مجال التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية،ويحتمل ان تشهد المنطقة تنافسا متزايدا بين القوى المحيطة بالمنطقة أي مثل روسيا والصين والهند وايران وقد تكون تركيا من ضمنها ايضا- من اجل التحكم وبسط النفوذ والوصول الى مصادر الطاقة، وستهدد تطورات الوضع في كل من افغانستان وباكستان حالة الاستقرار في المنطقة.

*الشرق الاوسط وشمال افريقيا
يتوجب على الانظمة في المنطقة الممتدة من المغرب الى ايران ان تتكيف مع الضغوط السكانية والاقتصادية المجتمعة من الداخل والعولمة من الخارج، ولن تتأثر اية دولة بايديولوجيا او فلسفة دولة ما او مجموعة دول لمجابهة هذه التحديات، رغم ان الاستياء الشعبي من العولمة باعتبارها تدخلا غربيا سينتشر انتشارا واسعا، وسيمثل الاسلام السياسي باشكاله المختلفة بديلا ناجحا لملايين المسلمين عبر المنطقة، كما تستمر بعض الحركات الراديكالية بمنهجها كقوى اجتماعية وسياسية مثيرة للشقاق والخلاف.
إما اسرائيل فستحصل على سلام بارد مع جيرانه بحلول عام2015 مع اقامة علاقات محدودة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وستقام دولة فلسطين،غير ان التوتر الفلسطيني- (الإسرائيلي) سيستمر وقد ينفجر الوضع بين الحين والاخر مؤديا الى ازمات عدة، وستظهر حالات المنافسة القديمة من جديد بين دول المنطقة الكبيرة وهي مصر وسوريا والعراق وايران،وسيعود الاهتمام الدولي بمنطقة الخليج العربي والتي تعد مصدرا مهما جدا وعلى نحو متزايد من مصادر الطاقة لتزويد الاقتصاد العالمي،كما ستقدم العوائد النفطية المتوقعة للعراق وايران والسعودية بشكل خاص خيارات استراتيجية وربما مزعزعة لاستقرار المنطقة، وقد تظهر علاقات جديدة بين مناطق جغرافية، بين شمال افريقيا واوربا(في مجال التجارة) وبين الهند والصين والخليج العربي(في مجال الطاقة)وبين(اسرائيل) وتركيا والهند(في المجالات الاقتصادية والتقنية، وفي حالة تركيا في مجال المسائل الامنية).

وستشمل الضغوط السكانية القضية الرئيسية التي تشغل الشرق الاوسط في السنوات15 القادمة خصوصا في مسائل توفير الوظائف والسكن والخدمات العامة والمساعدات المخصصة لنمو السكان نموا سريعا ومتزايدا وسيصبح معظم سكان الشرق الاوسط بحلول2015 اكبر واكثر من نصف السكان في كل من بلدان الشرق الاوسط،الذين لم يبلغوا سن العشرين بعد، وسيستمر السكان بضم مجاميع كبيرة من الشباب حتى2015 وزيادة اليد العاملة بمعدل 3.1%سنويا.وتشترك مشكلة توفير الوظائف مع انظمة التعليم الضعيفة في ظهور جيل يفتقر الى مهارات حل المشاكل الضرورية للنمو الاقتصادي.

*العولمة:
ستشهد العوملة في دول الشرق الاوسط باستثناء(اسرائيل) تحديا اكثر منه فرصة، ورغم الانترنيت سيبقى مقتصرا على نخبة صغيرة بسبب الكلفة الباهضة نسبيا والبنى التحتية المتخلفة والعوائق الثقافية، الا ان ثورة المعلومات وخطوات التقدم التقني الاخرى سيكون لها تاثيرا كبير على عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط من خلال زيادة توقعات زيادة تفاوت الدخل وتقلص قوة الانظمة في مراقبة المعلومات او مراقبة الراي العام.كما سيصعب جذب الاستثمار الاجنبي المباشر:باستثناء قطاع الطاقة اذ سينفر المستثمرون من هذه البلدان لاعاقة قطاعات الدولة المستبدة بسبب التنظيم الحكومي العشوائي والغامض والروتيني، والقطاعات المالية المتخلفة والبنية التحتية المادية غير الكفوءة، اضافة لذلك خطر عدم الاستقرار السياسي.

*التغير السياسي:
تدرك معظم بلدان الشرق الاوسط الحاجة الى اعادة هيكلة اقتصادية وحتى الى النذر اليسير من مشاركة سياسية اوسع، غير انهم سيستمرون في النهج بحذر خوفا من كل ما يقوض حكمهم،وحالما تعتنق بعض الحكومات والقطاعات الاقتصاد الجديد والمجتمع المدني بينما يتشبث الاخرون باساليب تقليدية الى درجة ما، وستزداد حالات عدم التساوي داخل الدول التي تبدا باتباع سياسة التعددية السياسية والتي فقدت فيها المجاميع العلمانية المحصنة.

*شبه الصحراء الافريقية

اتجاهات المنفعة:

سيشمل تفاعل الضغوط السكانية والمرض اضافة الى ضعف الحكم اكبر معوقات التهميش الدولي المتزايد لافريقيا في عام2015، وستغيب معظم الدول الافريقيةعن النمو الاقتصادي الحاصل في الدول الاخرى بفعل العولمة وخطوات التقدم العلمي والتقني.وفي الوقت الذي لا تمتلك فيه دول عدة أي صلة لها بحياة مواطنيها، هناك قليل من الدول تحرز تقدما بهذا الخصوص وطالما يستمر ترابط المشاكل المتعددة والمتشابكة في شبه الصحراء الافريقية، يستمر ايضا ازدياد التوتر العرقي والداخلي والتصعيد الدوري الى صراع مفتوح وغالبا ما يتجاوز الحدود الدولية ويسفر احيانا عن ظهور دول انفصالية.

المعدلات الحالية لانتشار مرض الايدز
في ظل غياب ثورة طبية كبرى سيقضي الانتشار المؤلم لمرض الايدز والامراض الاخرى على حشد- أي القسم الاعظم من- الطبقة المنتجة اقتصاديا وهم من السكان البالغين، ويبرز افضلية لشباب القارة بروزا حادا.كما ستظهر طبقة كبيرة من الاطفال اليتامى، ومن شان هذه الظروف ان تعيق قدرة نظام العائلة الواسعة من الاستمرار.كما سيساهم بظهور مستويات عالية من الاستياء والجريمة وعدم الاستقرار السياسي.

وسيستنفذ الفقر والحكم الضعيف الموارد الطبيعية ويؤدي الى هجرة سريعة نحو المدن، إذ تهجر مجاميع من المعدمين المناطق الريفية القاحلة ويتضاعف بذلك عدد السكان في العديد من المدن بحلول عام2015 ، الا ان الموارد لن تكون كافية لتحقيق التوسع المطلوب لانظمة المياه والمجاري والتسهيلات الصحية، وستكون المدن مصدرا للجريمة وعدم الاستقرار ويعود هذا الى الاختلافات العرقية والدينية التي تزيد من مشكلة التنافس على الوظائف والموارد النادرة، كما يستمر توقع حصول مجاعة حيث يساهم الصراع الداخلي والكوارث الطبيعية المتكررة في منع او تقييد حهود الاغاثة.

ليست هناك تعليقات: