جون بيلجر
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
عندما حملت كاثي فريمان، العداءة العالمية واحد ( الأبوريجينيز) السكان الأصليين في 15 ايلول/ سبتمبر2000 الشكل الذي أوقد الشعلة الأولمبية، ضاعت كل فضائح الرشوة والإبتزاز المحرمة في وهج حفل الإفتتاح "الصحيح ثقافيا" والمكرس " للإحترام المتبادل وتسوية النزاعات". كان شعاره راقصة من السكان الأصليين تقود طفلا أيضا أبيضا في رحلة أسطورية عبر التاريخ الأسترالي بينما كانت هي تحلم.
( جاء هذا تصويرا للذين تذكروا مشاركة بلدهم في الحفل الختامي لأولمبياد أطلنطا الذي كان على شكل حيوانات كنغر منفوخة تقود دراجات هوائية). وتقع منطقة كمبرلي في أقصى شمال استراليا الغربية. وهي مكان غامض لأرض بركانية قديمة تبدو وكأنها تحترق حين يلوح ضوء الفجر، والجروف الشبيهة بأمواج ونباتات وهي مكان غامض لأرض بركانية قديمة تبدو وكأنها تحترق حين يلوح ضوء الفجر، والجروف الشبيهة بأمواج ونباتات متحجرة لا تجد في أي مكان آخر في استراليا ولا في العالم. ويصل عمر شجرة البوب(boab) العملاقة بأغصانها المجدولة ذات العقد إلى 2000 سنة. أما الطبقة المعروفة باسم " بنغل بنغل" التي سببتها فوهة نيزك منذ ملايين السنين، فانه منظر ثلاثي الأبعاد يثير الإعجاب. يعيش السكان هنا منذ 40 ألف سنة أي أقدم وجود بشري على الأرض على الإطلاق. بنيت كونوتور Kununurra) عام 1960 في قلب مزرعة " اورديفر (Ordriver) المروية. تذكرني بشبيهتها" فيلد في جنوب إفريقيا حيث الحدائق المشذبة والأسواق المكيفة وأمامها سيلرات نوع " تويوتا" ذات الدفع الرباعي والنظرات الشزرة والبدانة والناس رماديين اللون والنوادي والمنشآت الرياضية التي ما زالت كلها بيضاء مع ذلم فنصف السكان من السود. وقد علقوا لوحاتهم في الفندق المحلي وعلى حائط المصرف. أما تحفياتهم، التي استنسخها الصينيون، فمعروضة للبيع. ولكن أين هم؟ الشخص الوحيد من السكان الأصليين الذي رأيته يشترك في حياة البلدة كان يحمل علامة تنظيم المرور عن موقع أعمال الطرق. أما الباقون فتراه في الظل وهم يحنون رؤوسهم في الحديقة العامة، وتمثل خلفيات في المداخل كأنهم أشخاص معلقين على المشانق. لقد مرت الشعلة الأولمبية من هنا في طريقها الى سيدني. الجميع تقريبا كان خارجا ليبتهج بها عدا السكان السود الذين لم يتمكنوا من رؤيتها نظرا لإصابتهم بالعمى بسبب التراخوما، وهو مرض قديم قدم الإنجيل. وأستراليا هي البلد المتقد الوحيد في " القائمة السوداء" لمنظمة الصحة العالمية للبلدان التي مازال أطفالها يعانون من العمى بسبب التراخوما. لقد قضت سريلانكا المعدمة على هذا المرض لكن ليست أستراليا الغنية. لقد كان لسكان الأصليين رؤيتهم الفريدة إذ كانوا ذات مرة مركز جذبا للصيادين في مجتمعهم التقليدي، أما الآن فترى كبار السن يتعثرون ويرتدي العديد منهم نظارات داكنة رخيصة ويمسحون أعينهم التي تفيض بالدمع: يقول البروفسور هغ تايلور مدير مركز بحوث العين في سدني ان 80% من أطفال السكان الأصليين مصابون بالتراخوما التي قد تسبب العمى وذلك بسبب عدم علاج حالات الإصابة بمرض إعتام عدسة العين (السر). وقال " هذا شيء لا يمكن تبريره". ورافقت فريقا من الخدمات الطبية للسكان الأصليين يجري فحصا موقعيا للأطفال في كونونورا وما حولها. وقد اكتشفوا ان ثلث السكان مصابون بالتراخوما. أما في مدرسة (DoonDoon) دوندون، فتم تشخيص نصف أطفال المدرسة المؤلفة من 56 طفلا بالمرض. وتوجهت بالسؤال للدكتورة أليس تبتس" ماذا لو كان هؤلاء الأطفال بيضا؟". وكان جوابها أن وضعت يدها على فمها: فهذا مما لا يجوز الكلام فيه، مثل الفصل العنصري الأسترالي. يمكن الوقاية من المرض تماما. إذ ينتشر مرض التهاب جفون العين في ظل ظروف الفقر مثل ازدحام السكان والافتقار للمياه النظيفة الجارية والمجاري.
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
عندما حملت كاثي فريمان، العداءة العالمية واحد ( الأبوريجينيز) السكان الأصليين في 15 ايلول/ سبتمبر2000 الشكل الذي أوقد الشعلة الأولمبية، ضاعت كل فضائح الرشوة والإبتزاز المحرمة في وهج حفل الإفتتاح "الصحيح ثقافيا" والمكرس " للإحترام المتبادل وتسوية النزاعات". كان شعاره راقصة من السكان الأصليين تقود طفلا أيضا أبيضا في رحلة أسطورية عبر التاريخ الأسترالي بينما كانت هي تحلم.
( جاء هذا تصويرا للذين تذكروا مشاركة بلدهم في الحفل الختامي لأولمبياد أطلنطا الذي كان على شكل حيوانات كنغر منفوخة تقود دراجات هوائية). وتقع منطقة كمبرلي في أقصى شمال استراليا الغربية. وهي مكان غامض لأرض بركانية قديمة تبدو وكأنها تحترق حين يلوح ضوء الفجر، والجروف الشبيهة بأمواج ونباتات وهي مكان غامض لأرض بركانية قديمة تبدو وكأنها تحترق حين يلوح ضوء الفجر، والجروف الشبيهة بأمواج ونباتات متحجرة لا تجد في أي مكان آخر في استراليا ولا في العالم. ويصل عمر شجرة البوب(boab) العملاقة بأغصانها المجدولة ذات العقد إلى 2000 سنة. أما الطبقة المعروفة باسم " بنغل بنغل" التي سببتها فوهة نيزك منذ ملايين السنين، فانه منظر ثلاثي الأبعاد يثير الإعجاب. يعيش السكان هنا منذ 40 ألف سنة أي أقدم وجود بشري على الأرض على الإطلاق. بنيت كونوتور Kununurra) عام 1960 في قلب مزرعة " اورديفر (Ordriver) المروية. تذكرني بشبيهتها" فيلد في جنوب إفريقيا حيث الحدائق المشذبة والأسواق المكيفة وأمامها سيلرات نوع " تويوتا" ذات الدفع الرباعي والنظرات الشزرة والبدانة والناس رماديين اللون والنوادي والمنشآت الرياضية التي ما زالت كلها بيضاء مع ذلم فنصف السكان من السود. وقد علقوا لوحاتهم في الفندق المحلي وعلى حائط المصرف. أما تحفياتهم، التي استنسخها الصينيون، فمعروضة للبيع. ولكن أين هم؟ الشخص الوحيد من السكان الأصليين الذي رأيته يشترك في حياة البلدة كان يحمل علامة تنظيم المرور عن موقع أعمال الطرق. أما الباقون فتراه في الظل وهم يحنون رؤوسهم في الحديقة العامة، وتمثل خلفيات في المداخل كأنهم أشخاص معلقين على المشانق. لقد مرت الشعلة الأولمبية من هنا في طريقها الى سيدني. الجميع تقريبا كان خارجا ليبتهج بها عدا السكان السود الذين لم يتمكنوا من رؤيتها نظرا لإصابتهم بالعمى بسبب التراخوما، وهو مرض قديم قدم الإنجيل. وأستراليا هي البلد المتقد الوحيد في " القائمة السوداء" لمنظمة الصحة العالمية للبلدان التي مازال أطفالها يعانون من العمى بسبب التراخوما. لقد قضت سريلانكا المعدمة على هذا المرض لكن ليست أستراليا الغنية. لقد كان لسكان الأصليين رؤيتهم الفريدة إذ كانوا ذات مرة مركز جذبا للصيادين في مجتمعهم التقليدي، أما الآن فترى كبار السن يتعثرون ويرتدي العديد منهم نظارات داكنة رخيصة ويمسحون أعينهم التي تفيض بالدمع: يقول البروفسور هغ تايلور مدير مركز بحوث العين في سدني ان 80% من أطفال السكان الأصليين مصابون بالتراخوما التي قد تسبب العمى وذلك بسبب عدم علاج حالات الإصابة بمرض إعتام عدسة العين (السر). وقال " هذا شيء لا يمكن تبريره". ورافقت فريقا من الخدمات الطبية للسكان الأصليين يجري فحصا موقعيا للأطفال في كونونورا وما حولها. وقد اكتشفوا ان ثلث السكان مصابون بالتراخوما. أما في مدرسة (DoonDoon) دوندون، فتم تشخيص نصف أطفال المدرسة المؤلفة من 56 طفلا بالمرض. وتوجهت بالسؤال للدكتورة أليس تبتس" ماذا لو كان هؤلاء الأطفال بيضا؟". وكان جوابها أن وضعت يدها على فمها: فهذا مما لا يجوز الكلام فيه، مثل الفصل العنصري الأسترالي. يمكن الوقاية من المرض تماما. إذ ينتشر مرض التهاب جفون العين في ظل ظروف الفقر مثل ازدحام السكان والافتقار للمياه النظيفة الجارية والمجاري.
علقت على جدار مكتب الدكتور كيم هايمس وزير أستراليا الغربية لشؤون السكان الأصليين والموارد المائية، آلة ديدغريدو وشهادة تقديرية من مجلس المحافظة على أستراليا جميلة كتب عليها" للمساهمة في جعل أستراليا الغربية جميلة في شهر أيار"؟ تبلغ نسبة الوفيات بين السكان الأصليين في الولاية أعلى مما هي عليه في بنغلادش. وقد أخبرني الدكتور هايمس، وهو ابن لمربي ماشية، بأن لديه العديد من الأصدقاء من السكان الأصليين واعتقد ان مشكلة التراخوما "ستنتهي لو حظي أطفال السكان الأصليين ببرك سباحة". وكانت حكومته تخطط لإنشاء اثنتا عشرة بركة سباحة. متى؟ لقد ضاع سبب عدم تنفيذ هذه الخطة مع مثيلاتها من خطط توفير الإسكان المناسب مع المياه النظيفة الجارية والنظافة وكساء الطرق في المناطق النائية للحيلولة دون إثارة التراب، كل هذا ضاع في تبرير مراوغ من النوع الذي غالبا ما تسمعه من الساسة الأستراليين، إذ يبدو أنه يحاول تقسيم اللوم بين الضحايا أنفسهم بسبب" العادات الثقافية التي تعود إلى ملايين السنين وكذلك بيروقراطية السكان الأصليين". وطرحت السؤال التالي " أهناك سبب آخر لافتقار مناطق السكان الأصليين لهذه الضروريات الأساسية مثل الطرق المعبدة والسكن اللائق ومناطق الاستجمام: أي كل الأشياء التي تعد قياسية في أستراليا (البيضاء)؟".
"حسنا لان السكان البيض يشعرون انك إذا وفرت بركة سباحة لمجتمع من السكان الأصليين فهذا ترف وهم لا جيدون فيما هم عليه، أي أي العيش في الصحراء مثلما هم دائما.."
ودرس الدكتور ريتشارد موراي من مجلس الخدمات الطبية للسكان الأصليين في كمبرلي( وجميع مرضاه من السكان الأصليين) أسباب معاناتهم. وأخبرني قائلا" تؤكد معظم مقاييس الصحة الشعبية أن أستراليا تقع في المؤخرة في من العالم". ويعاني السكان الأصليين من أمراض شهدنا نهايتها في أحياء أدنبرة الفقيرة في القرن الماضي، مثل حمى الروماتيزم. وتفيد التقارير أنها في أعلى مستوياتها هنا. ومرض السكري الذي يصل تأثيره إلى ربع البالغين من السكان الأصليين ويؤدي الى عجز الكلية والعمى السكري والتهابات المعدة والأمعاء".
وما هو السبب؟".
" الفقر والحرمان. أنظر الى السكن. ان 90% من الأسر المكتظة في استراليا هم من السكان الأصليين، وهذا يمثل 2% من عدد السكان. ما تفتقر اليه أساسا هو غياب الإرادة السياسية في تخصيص الموارد. لقد أنفقت الحكومة الفيدرالية على الخدمات الصحية للسكان الأصليين بنسبة 25% للفرد الواحد أقل ممن أنفقته على بقية السكان. وانظر إلى ظاهرة الانتحار التي يولدها فقدان الفرصة والأمل بالمستقبل. ويتحمل الشباب الوطأة العظمى من كل ذلك. ففي مجتمع نموذجي يتواجد فيه حوالي 50 رجلا في سن الخامسة والعشرين، سوف ينتحر واحد أو اثنان، وسيحاول الانتحار اثنان أو ثلاثة آخرون، وسيأخذ اثني عشر آخرون مسألة الانتحار على محمل التفكير الجدي. وهؤلاء جاؤوا من عوائل كتب عليها ان تعيش حزنا دائما وبلا رغبة في الذهاب إلى النوم ليلا خوفا من ان تنهض صباحا لتجد احدهم شنق نفسه. إنها حقيقة تصدع القلب لكن العالم لا يعرف إلا القليل عنها". وذهبت بسيارتي على الطريق الترابي في وورابندا ( Woorabinda) في كونيزلاند (Qeensland) في أعقاب باول غرتبل الذي ضم صندوق سيارته تابوتا لطفلة من السكان الأصليين تبلغ الشهرين من العمر. وكانت ستدفن عند الظهيرة بعد إقامة جنازتها في كنيسة القديس ماثيو التي يشرف عليها باول. والد باول وجده مبشرين وتوقف هذا الخط عنده. وكان آبيا ومتحررا من الوهم وغاضبا حينما أشار إلى " شعب السكان الأصليين الذين حبسوا طوال هذه السنين في سجن من صنعنا".
وقال لي وهو يفتح سجل الوفيات "هيجني عويل الناس في ألو جنازة أقمتها لذا صرخت عليهم ليصمتوا.وقد فعلوا وكانت الجنازات جميعها بعد ذلك صامتة كالموت. وفي يوم ما وقفت واعتذرت لهم. أخبرتهم أنني كنت مخطئا وهو نفس الخطأ الذي يبقي الناس بالاستمرار بالموت هكذا. انظر إلى هذه القائمة: إنهم أطفال وشباب. وخطأ أيضا ان تضايقهم السلطات كعادتها باستمرار، أنا أعمل قسيسا في سجن أوكهامبتون حيث ثلث السجناء من السكان الأصليين ( الذين لا يؤلفون سوى 2% من السكان).
ظهرت وورابيندا إلى الوجود في عام 1927 كواحدة من خمس محميات " تحت السيطرة" كانت جزءا من معسكرات العمال الأسترالية، حيث يعزل الناس ويحرمون من المجتمع والروابط العائلية التي تهمهم أكثر من الحياة نفسها أحيانا. كان يدير المحمية" مدير حماية يتمتع بكامل النفوذ على من يرسل إلى هناك: إذ بإمكانه نفي الناس ومعاقبتهم والتطفل على حياتهم الجنسية ومصادرة ممتلكاتهم وحجب مدخراتهم وارتكاب أبشع المحرمات العقلية. وتقول اليزابيث يانغ، موظفة صحية للسكان الأصليين ان ميراث هذا التاريخ هو أن " مجتمع (وورابيندا) لا يحس بنفسه الآن ويقتل نفسه بنفسه ببطء. لماذا ؟ الكثير من أطفالنا في المدارس لديهم أحلام، ولكن حالما يكبرون ويبدأون بالتمرد يدركون معرفتهم ان لا مستقبل لهم، لذا يفعلون بالضبط ما سبق لآبائهم ان فعلوا قبلهم: يبدأون بالضياع. لدينا أولاد أذكياء ورائعون لا يحظون بالمساعدة للبدء بالخطوة الأولى: فهناك فتاة قد يحالفها الحظ وترقص في سدني، ومربي ماشية قد يشترك في مسابقات على المستوى العالمي، ولاعب كرة قدم قد يمثل بلده. وبالفعل ينجح البعض في ذلك على الأرجح في مجال الرياضة وأسمائهم مشهورة لكنهم قلة قليلة. يبدو أن معظم الأولاد والذين ترعرعت معهم وذهبت معهم الى المدرسة قد ماتوا وما كان ينبغي أبدا ان يموتوا. لقد تعاطوا المسكرات وضاعوا. لقد شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية هنا في (وورابيندا) محاولتي انتحار لصبي في الثالثة عشر من عمره وآخر في الخامسة عشر لم يفاجأ أحد تجاه ذلك. وفي مقبرة وورابيندا خلف سيباستوبول كرك، أحدث النمل ثقوبا في الصلبان الخشبية البيضاء. أطفال راقدون في صف إثر صف: ثم الشباب بعدهم ويبدو أن أربعين من هذه القبور قديمة. وجلست في حيرة من الأمر لطالما أترك في حيرة من الأمر- ما من كلمة أخرى- كلما آتي الى أستراليا هذه، فهي بلد مجهول لمعظم البيض من أبناء بلدي. لو كنت أستراليا أسودا لكنت ميتا الآن.
ويصل المعدل العمري للسكان الأصليين إلى 25 سنة أقل من البيض، أي أقل من معظم البلدان ويطابق المعدل العمري في الهند وإفريقيا الوسطى. باستثناء البلدان التي تعاني من ويلات الحرب، تختلف استراليا بميزة أكبر معدل وفيات في العالم – بين سكان شعبها الأول. وتدهورت في السنوات الأخيرة صحة نساء السكان الأصليين ليصل معدل الوفيات بينهن الى ستة أضعاف معدل النساء البيض. وكتب مفوض العدالة الاجتماعية للسكان الأصليين وسكان جزيرة توريس سترايت " لقد تطور نوع محدد من الصم الإحصائي، إذ أن إحصائيات وفيات الرضع ووفيات قبل وما بعد الوالدة هي لصغارنا وأطفالنا الذين يموتون في أحضاننا. وإحصائيات المعدل العمري المنخفض هي لأمهاتنا وآبائنا وأعمامنا وعماتنا وشيوخنا الذين يعيشون حياة قصيرة ويموتون قبل تحرير عطايا معرفتهم وتجربتهم. نحن نموت بصمت طبقا لهذه الإحصائيات". أما أستراليا البيضاء فأسطورتها الباقية هي "الملايين الضائعة من الدولارات التي تغدقها" الحكومتان الفيدرالية والمحلية على "رفاهية السكان الأصليين".
إنها مادة الحكمة السياسية وحكمة البارات المعترف بها،إنها وقود التعصب الأعمى، وإنها زائفة. كان دكتور موراي في كمبرلي يشير إلى استعراض صحي للبلد كشف عنه النقاب عام 1997 يذكر فيه ان الرعاية الصحية للسكان الأصليين قد تسلمت تحويلا أقل بـ25% من التمويل الحكومي لكل شخص من السكان مقارنة بالرعاية الصحية للبيض إذ يصرف 20 سنتا فقط للشخص الواحد من السكان الأصليين من كل دولار للشخص الواحد طبقا للمشروع الوطني للمساعدات الدوائية. وسألته عن سبب قوة الأسطورة. فقال "إنها جزء من العقلية الأسترالية في مستوى ما، من خلال الاعتقاد ان ما ينفقه السكان الأصليون ويضيعوه يدفع الناس إلى النتيجة التي تتطابق مع ما موجود في عقولهم: وهو ان السبب الحقيقي فطري أو وراثي.والأكثر أهمية من ذلك إنها تسمح للأستراليين البيض بالقول إنها غلطتهم، إنها غلطة السكان الأصليين.لغة تشهير كاملة تدعم ذلك- " إنهم لا يعتنون بأطفالهم ولو أنهم يغسلون أنفسهم" كما تتيح لغالبية السكان بأن تنأى بنفسها عن الحقيقة القاتلة ان شعبنا الأول لم يمنح لحد الآن الحقوق الأساسية للمواطنة المتمثلة بالخدمات الأساسية للمواطنة المتمثلة بالخدمات الأساسية والسكن والإستفادة اللائقة من التعليم وأمل للمستقبل. هذا هو سبب كوننا في مؤخرة العالم خصوصا عند المقارنة مع نيوزيلاندا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية حيث يحظى السكان الأصليون بفرص متساوية كما حصل تقدم كبير في الجيل الأخير. ويحظى طفل السكان الشعبيين في هذه البلدان بمعدل عمري 3-6 سنوات فقط أقل من بقية السكان. أما هنا فالفارق من 18– 20 سنة. السؤال هو: مالذي يجعلنا مختلفين؟" عند مقابلتي فيليب رودوك الوزير الفيدرالي المسؤول عن التسوية في الوقت المحدد من أجل إقامة الألعاب الأولمبية أكد ان معدل وفيات أطفال السكان الأصليين قد ارتفع في السنوات الأخيرة. لقد كان محقا: فهي لا تتجاوز الآن ثلاثة أضعاف معدل وفيات الأطفال البيض.وقد ذكرته أن زميلا له في الحكومة الفيدرالية وهو وزير الصحة الدكتور مايكل وولدرج كان قد أدلى بإعتراف إستثنائي. إذ قال " لا يوجد دليل في وزارتي على تحسن من أي نوع العقد الأخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق