جون بيلجر
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
"لا،لا أجدها سخرية.فالنظام العراقي مسؤول،هذا هو المسؤول وليست الولايات المتحدة من سممت الأكراد..".
لقد جاءت الأولية لأسلحة(صدام حسين):البايولوجية من شركة(أمريكان تايب كلجر كوليكشن) وهي شركة لا تبعد الكثير من هنا،إنها في روكفيل في ولاية ماريلاند"."أنا متأكد انه تمت محاكمتهم بشان ذلك".
"كلا، فمعهم موافقة من وزارة التجارة".
"ان اعتقادك بأننا كنا نصادق على بيع الأسلحة الكيماوية للعراق مثير للسخرية".
"هذا صحيح فقد سمع مجلس الشيوخ في جلسة استماع عام1994ان هذه الشركة بالذات حصلت على موافقة من وزارة التجارة ببيع عناصر بايولوجية إلى(صدام حسين).وكل الوثائق محفوظة في مكتبة الكونغرس.
"اعتقد ان هذا الشيء كان هدفاً للولايات المتحدة؟
"لقد حصل ذلك،واعتقد فقط انه من السخرية ان الولايات المتحدة أعطت مثل هذا الدعم(لصدام حسين)،والآن تفرض حصار بسبب هذه المعاناة ليس له،بل للسكان المدنيين "
"المعاناة ليست غلطتنا..فلديهم كميات هائلة من الغذاء والدواء.يخزنونها في المستودعات:
ولا يوزعونها".
" لقد أنكر المنسق البارز للأمم المتحدة هذا.وقال انه تم توزيع88%من الحاجات الإنسانية في غضون أسبوع من دخولها البلد.ويذكر تقرير لمدير مكتب العراق في نيويورك انه تم توزيع76%من الأدوية والباقي مخزون طوارىء بتوجيه من منظمة الصحة العالمية".
"لو قـرأت التقـرير بإمعـان،فستجـد معلومة تشير إلى ان الحكومة العراقية قد استوردت الغذاء والدواء،لكنها لم توزعها بعد ذلك..."
"تعيق حكـومتك حاليـاً في نيـويـورك عقـدا قيمتـه أكثرمن73مليون دولار لتجهيزات الإنتاج الغذائي العراقي.فاذا كان ما تقوله صحيحاً،فلماذا انتقد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مؤخراً الولايات المتحدة لتأخيرها ما قيمته700مليون دولار من التجهيزات الإنسانية؟
"عليك سؤاله هو"
واستمر بالنقاش بشان تقرير صندوق الأمم المتحدة للطفولة(اليونيسيف)يثبت انه طالما ان الحكومة العراقيـة مسؤولـة عن التـوزيع في شمـالي البلـد وجنوبه،فاللوم يقع عليها،لمعدل الوفيات المرتفع بين الأطفال.وأشرت إلى ان التقرير نص على العكس وهو انه "لا يمكن عزو اختلاف معدل الوفيات بين الشمال والجنوب إلى أسلوب تنفيذ جهود الإغاثة".
فأجاب "اذا كنت تود إلقاء خطبة،فلنتبادل الكراسي"
"لا اعتقد من اللائق بمسؤول بارز في وزارة الخارجية التكلم بهذا الأسلوب"
"فلنستمع لخطبتك"
"لماذا حرفت تقرير اليونيسيف"؟
"ان تحليلنا يستند إلى مجموعة مصادر،وليس تقرير اليونيسيف فحسب".
لقد قدم مسؤول الامم المتحدة البارز في العراق(هانزفون سبوينك)التماساً للولايات المتحدة وبريطانيا للسماح بدخول التجهيزات إذ قال "لا تحاربوا صدام حسين على حساب السكان المدنيين".
"ان مستر فون سبونيك يعلق على مواضيع خارج اختصاصه".
"انه يعلق على الوضع الإنساني وهو المسؤول الانساني البارز للولايات المتحدة في الأساس في العراق...مسترروبن،بأي منطق يمكنكم الاحتفاظ بشعب بأسره كرهينة لاذعان(نظام متوحش)،لسبب بسيط هو إنهم غير محظوظين بما فيه الكفاية، ليعيشوا تحت حكم(دكتاتور متوحش)؟
"انـظـر....في العـالم الحقيـقي ينبـغي اختيـار خيـارات حقيـقيـة ورأينـا انـه لـو سمـحنـا (لصدام حسين) بالحصول بلا مراقبة على مئات المليارات من العوائد النفطية، لكان الان يشكل خطراً كبيراً للعالم بكل ما للكلمة من معنى.وعلينا ان نوازن حزننا العميق للمعاناة المأساوية للشعب العراقي مقابل تحدي الأمن القومي الذي كان(صدام حسين)سيوجهه للعالم، لو لم يضبطه نظام العقوبات وسياسة الاحتواء".
وسألته هل ان الخيار الذي وصفه وما أوجزته مادلين اولبرايت بقولها ان "الثمن" يموت نصف مليون طفل "يستحق ذلك".
"هذا الاقتباس اخذ جديا من نص كلامنا..
وسلمته نسخة من المقابلة التي أجرتها اولبرايت.وكانت كلماتها ضمن النص.
"حسنا، نحن لا نقبل عدد النصف مليون..
"انه من منظمة الصحة العالمية".(وتؤيده اليونيسيف)
"نحن لا نقبل طريق الاستنتاج الذي توصلت لهذا العدد.نحن نقبل في مجال الاختيار في صنع القرار ان على الشخص عادة الاختيار بين خيارين سيئين وليس بين خيار جيد وآخر سيء، ولسوء الحظ كان تأثير العقوبات اكبر من توقعاتنا".
"لماذا تقصف الولايات المتحدة المدنيين في العراق؟"
"ان طائراتنا هناك لمنع(صدام حسين) من إنزال جام غضبه على شعبه.فاذا كان لا يرمي طائراتنا فلا حاجة لنا لضرب مواقع صواريخ الأرض- جو".
"ان طائراتكم قد استهدفت الرعاة وأطفالهم وماشيتهم.وكل هذا موثق في تقرير الأمم المتحدة".
"هذا التقرير يستند أساسا على مصادر عراقية فالدعاية العراقية تفعل أي شيء لتحريف ما حدث.."
"لقد ذهبت إلى العراق وأجريت تحقيقا واكتشفت ان ذلك كان صحيحا".
"حسنا، لاعلم لي بالوقائع ولست بالخبير العسكري.يتوجب عليك مخاطبة البنتاغون".
"هل سبق ان ذهبت للعراق؟"
"كلا، اذ اعتقد إنني لن أتلقى الترحيب هناك"
"إذن كيف تتكلم بهذه السلطة عما يجري هناك؟"
"لقد تحدثت إلى عدد كبير من الناس..ما عليك فهمه هو انه(صدام حسين) قد غزى بلداً آخر.
المسألة هي ان العراق خرق القاعدة الأساس في النظام الدولي.وهم يدفعون ثمن ذلك".
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
"لا،لا أجدها سخرية.فالنظام العراقي مسؤول،هذا هو المسؤول وليست الولايات المتحدة من سممت الأكراد..".
لقد جاءت الأولية لأسلحة(صدام حسين):البايولوجية من شركة(أمريكان تايب كلجر كوليكشن) وهي شركة لا تبعد الكثير من هنا،إنها في روكفيل في ولاية ماريلاند"."أنا متأكد انه تمت محاكمتهم بشان ذلك".
"كلا، فمعهم موافقة من وزارة التجارة".
"ان اعتقادك بأننا كنا نصادق على بيع الأسلحة الكيماوية للعراق مثير للسخرية".
"هذا صحيح فقد سمع مجلس الشيوخ في جلسة استماع عام1994ان هذه الشركة بالذات حصلت على موافقة من وزارة التجارة ببيع عناصر بايولوجية إلى(صدام حسين).وكل الوثائق محفوظة في مكتبة الكونغرس.
"اعتقد ان هذا الشيء كان هدفاً للولايات المتحدة؟
"لقد حصل ذلك،واعتقد فقط انه من السخرية ان الولايات المتحدة أعطت مثل هذا الدعم(لصدام حسين)،والآن تفرض حصار بسبب هذه المعاناة ليس له،بل للسكان المدنيين "
"المعاناة ليست غلطتنا..فلديهم كميات هائلة من الغذاء والدواء.يخزنونها في المستودعات:
ولا يوزعونها".
" لقد أنكر المنسق البارز للأمم المتحدة هذا.وقال انه تم توزيع88%من الحاجات الإنسانية في غضون أسبوع من دخولها البلد.ويذكر تقرير لمدير مكتب العراق في نيويورك انه تم توزيع76%من الأدوية والباقي مخزون طوارىء بتوجيه من منظمة الصحة العالمية".
"لو قـرأت التقـرير بإمعـان،فستجـد معلومة تشير إلى ان الحكومة العراقية قد استوردت الغذاء والدواء،لكنها لم توزعها بعد ذلك..."
"تعيق حكـومتك حاليـاً في نيـويـورك عقـدا قيمتـه أكثرمن73مليون دولار لتجهيزات الإنتاج الغذائي العراقي.فاذا كان ما تقوله صحيحاً،فلماذا انتقد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مؤخراً الولايات المتحدة لتأخيرها ما قيمته700مليون دولار من التجهيزات الإنسانية؟
"عليك سؤاله هو"
واستمر بالنقاش بشان تقرير صندوق الأمم المتحدة للطفولة(اليونيسيف)يثبت انه طالما ان الحكومة العراقيـة مسؤولـة عن التـوزيع في شمـالي البلـد وجنوبه،فاللوم يقع عليها،لمعدل الوفيات المرتفع بين الأطفال.وأشرت إلى ان التقرير نص على العكس وهو انه "لا يمكن عزو اختلاف معدل الوفيات بين الشمال والجنوب إلى أسلوب تنفيذ جهود الإغاثة".
فأجاب "اذا كنت تود إلقاء خطبة،فلنتبادل الكراسي"
"لا اعتقد من اللائق بمسؤول بارز في وزارة الخارجية التكلم بهذا الأسلوب"
"فلنستمع لخطبتك"
"لماذا حرفت تقرير اليونيسيف"؟
"ان تحليلنا يستند إلى مجموعة مصادر،وليس تقرير اليونيسيف فحسب".
لقد قدم مسؤول الامم المتحدة البارز في العراق(هانزفون سبوينك)التماساً للولايات المتحدة وبريطانيا للسماح بدخول التجهيزات إذ قال "لا تحاربوا صدام حسين على حساب السكان المدنيين".
"ان مستر فون سبونيك يعلق على مواضيع خارج اختصاصه".
"انه يعلق على الوضع الإنساني وهو المسؤول الانساني البارز للولايات المتحدة في الأساس في العراق...مسترروبن،بأي منطق يمكنكم الاحتفاظ بشعب بأسره كرهينة لاذعان(نظام متوحش)،لسبب بسيط هو إنهم غير محظوظين بما فيه الكفاية، ليعيشوا تحت حكم(دكتاتور متوحش)؟
"انـظـر....في العـالم الحقيـقي ينبـغي اختيـار خيـارات حقيـقيـة ورأينـا انـه لـو سمـحنـا (لصدام حسين) بالحصول بلا مراقبة على مئات المليارات من العوائد النفطية، لكان الان يشكل خطراً كبيراً للعالم بكل ما للكلمة من معنى.وعلينا ان نوازن حزننا العميق للمعاناة المأساوية للشعب العراقي مقابل تحدي الأمن القومي الذي كان(صدام حسين)سيوجهه للعالم، لو لم يضبطه نظام العقوبات وسياسة الاحتواء".
وسألته هل ان الخيار الذي وصفه وما أوجزته مادلين اولبرايت بقولها ان "الثمن" يموت نصف مليون طفل "يستحق ذلك".
"هذا الاقتباس اخذ جديا من نص كلامنا..
وسلمته نسخة من المقابلة التي أجرتها اولبرايت.وكانت كلماتها ضمن النص.
"حسنا، نحن لا نقبل عدد النصف مليون..
"انه من منظمة الصحة العالمية".(وتؤيده اليونيسيف)
"نحن لا نقبل طريق الاستنتاج الذي توصلت لهذا العدد.نحن نقبل في مجال الاختيار في صنع القرار ان على الشخص عادة الاختيار بين خيارين سيئين وليس بين خيار جيد وآخر سيء، ولسوء الحظ كان تأثير العقوبات اكبر من توقعاتنا".
"لماذا تقصف الولايات المتحدة المدنيين في العراق؟"
"ان طائراتنا هناك لمنع(صدام حسين) من إنزال جام غضبه على شعبه.فاذا كان لا يرمي طائراتنا فلا حاجة لنا لضرب مواقع صواريخ الأرض- جو".
"ان طائراتكم قد استهدفت الرعاة وأطفالهم وماشيتهم.وكل هذا موثق في تقرير الأمم المتحدة".
"هذا التقرير يستند أساسا على مصادر عراقية فالدعاية العراقية تفعل أي شيء لتحريف ما حدث.."
"لقد ذهبت إلى العراق وأجريت تحقيقا واكتشفت ان ذلك كان صحيحا".
"حسنا، لاعلم لي بالوقائع ولست بالخبير العسكري.يتوجب عليك مخاطبة البنتاغون".
"هل سبق ان ذهبت للعراق؟"
"كلا، اذ اعتقد إنني لن أتلقى الترحيب هناك"
"إذن كيف تتكلم بهذه السلطة عما يجري هناك؟"
"لقد تحدثت إلى عدد كبير من الناس..ما عليك فهمه هو انه(صدام حسين) قد غزى بلداً آخر.
المسألة هي ان العراق خرق القاعدة الأساس في النظام الدولي.وهم يدفعون ثمن ذلك".
"من يدفع الثمن؟"
"تحاول تقليص الثمن على الشعب العراقي إلى الحد الأدنى....ما عليك فهمه ان هناك عالما حقيقيا وعالما خياليا".
"الخيال ان اسأل من يدفع الثمن في العراق؟ نحن لا نتحدث عن (صدام حسين)، بل عن الأبرياء.هل كان من الخيال ان نسال من دفع الثمن في القتل الجماعي لليهود في المانيا، وضحايا تيمور الشرقية والحوادث المروعة الأخرى في العالم؟"
"حسنا،ان فكرة مقارنة ما يجري في العراق مع القتل الجماعي لليهود، أجدها شخصيا فكرة عدائية".
"إنها أيضا قتل جماعي"
"حسنا،....ان مقارنة آثار العقوبات مع القتل الجماعي لليهود اعتداء على الناس الذين ماتوا في هذا القتل الجماعي".
"أنت لا تعتقد ان موت نصف مليون طفل يستحق هذا العناء"
"لقد تجاوزنا ذلك".
وسافرت إلى نيويورك لإجراء مقابلة مع كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة. انه يبدو رجلا مختلفا إلى حد غريب، فهو يتكلم بصوت منخفض جدا إلى حد غير مسموع تقريبا. وقلت له " بوصفكم أمينا عاما للأمم المتحدة التي تفرض حصارا على العراق، ما الذي تقوله إلى ذوي الأطفال الذين يحتضرون؟ وكان جوابه ان مجلس الأمن كان ينظر في قضية " العقوبات الذكية " التي "تستهدف القادة" وليس العمل " كأداة غير حادة يقع تأثيرها على الأطفال". وقلت ان الأمم المتحدة أنشئت لمساعدة الناس وليس إيذائهم، فأجاب "رجاء لا تحكم علينا بما حصل في العراق".
وسرت عبر الساحة العامة للأمم المتحدة إلى مكتب( بيتر فان والسوم) سفير هولندا في الأمم المتحدة ورئيس لجنة العقوبات. ما أثارني في هذا الدبلوماسي الذي يتحكم بحياة وموت أكثر من 22مليون إنسان من بعد نصف العالم،انه كان يبدو شأنه شأن السياسيين الليبراليين في الغرب، يتمسك بفكرتين متناقضتين تماما في عقله في ذات الوقت. فهو يتكلم من جهة عن العراق وكأن الجميع هم (صدام حسين) ومن جهة أخرى بدا عليه الاعتقاد ان معظم العراقيين مجرد ضحايا، ورهائن لتصلب ( الدكتاتور). لقد بدا رجلا مشوشا، فقد أرسل لي فاكسا لطيفا بعد المقابلة يقول فيه ان بإمكاني نشر إجاباته على الأسئلة التي لم يوافق عليها في بداية الأمر.
وسألته لماذا يتوجب معاقبة السكان المدينين على جرائم ( صدام حسين) فأجاب" إنها مشكلة معقدة ينبغي ان تدرك ان العقوبات احد الإجراءات العلاجية التي بحوزة تنظيم مجلس الأمن... والظاهر أنها تسبب الأذى. أنها تشبه الإجراء العسكري " تؤذي من..." ؟
"حسنا، هذه هي المشكلة بالفعل...ولكن مع الإجراء العسكري أيضا تواجه المشكلة الأبدية "للضرر المصاحب".
إذن شعب بأكلمه هو الضرر المصاحب. هل هذا صحيح؟
" كلا، أقول ان العقوبات لها آثار مشابهة.... أنا.. أنت تعرف...أنت تفهم,علينا دراسة هذه المسألة بشكل أعمق"
"هل تعتقد ان الشعب لديه حقوق إنسان بغض النظر أين يعيش وتحت أي نظام ؟ "نعم"
"ألا يعني ذلك ان العقوبات التي تفرضونها تخرق حقوق الإنسان لملايين الأشخاص؟
"لقد وثق أيضا ان النظام العراقي ارتكب خروقات خطيرة جدا في مجال حقوق الإنسان.."
"لا شك في ذلك.ما الفرق المبدئي بين خروقات حقوق الإنسان التي ارتكبها نظام صدام حسين وتلك التي تسببت بها لجنتكم؟"
"أنها مسألة معقدة للغاية،مستر بيلجر".
"ما الذي تقوله للذين يصفون العقوبات التي تسببت بوفاة عدد كبير من الناس
بـ"أسلحة الدمار الشامل"وأنها قاتلة مثل الأسلحة الكيمياوية؟"
"لا اعتقد أنها مقارنة منصفة"
"أليس وفاة نصف مليون طفل هو دمار شامل"؟
"لا اعتقد انه سؤال منصف للغاية....نحن نتكلم عن وضع تسببت به حكومة احتلت جارتها
وتمتلك أسلحة دمار شامل".
"أذن،لماذا ليست هناك عقوبات على(إسرائيل)التي تحتل معظم فلسطين وتهاجم لبنان بشكل شبه يومي؟ لماذا ليست هناك عقوبات على تركيا التي شردت ثلاثة ملايين كردي وتسببت بمقتل30.000كردي؟"
"حسنا،هنالك العديد من الدول التي لا نشعر بالرضا تجاه ما تفعله.فلا يمكننا ان نكون في كل مكان.
واكرر إنها مسألة معقدة".
"ما هو حجم النفوذ التي تتحكم به الولايات المتحدة على لجنتك؟"
"نحن نعمل عن طريق الإجماع"
"وإذا اعترض الأمريكان؟"
"لا نعمل"
وفي لندن، طلبت أجراء مقابلة مع روبن كوك ، الذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية،رمزا أخر للغموض،أو هكذا يبدو لي.ابرز المناصرين للعقوبات ، وكذالك مبدع "البعد الأخلاقي"في السياسة الخارجية لبريطانية في ظل حزب العمال الجديد(الذي أهمل منذ ذلك الحين). وقدم طلبي تحريرياً إلى وزارة الخارجية،واخبروني ان هناك احتمال جيد لأجراء مقابلة وزارية".مع ذلك فقد ذكر مسؤول ان كوك كان قد اعترض على الظهور في فيلم " أشبه بصور أطفال يحتضرون" لأنها كانت "قضية عاطفية"ولم يشأ ان يكون في هذا الموقف. وقدمت ضمانا ان المقابلة ستكون مباشرة وخاضعة لتدقيق منصف، وقلت ان بامكانه التعرف على معظم الأسئلة مقدما.وطالب كوك بعد شهرين من الجيئة والذهاب والرسائل والمكالمات الهاتفية والتحجج بالذرائع،بأجراء تدقيق حصري للفلم يتبعه "إجابة"أمدها عشرة دقائق بدون مونتاج على لسانه في نهاية الفلم.وأجبتهم أني أردت أجراء مقابله معه شأن أي شخص أخر في الفيلم. كما طلب وكيله بيترهاين مراقبة تحريرية.فرفضت.وعند عرض "دفع الثمن:قتل أطفال العراق" الذي أثار استجابة عامة واسعة،أصدرت وزارة الخارجية رسالة قانونية مع توقيع كوك أوهاين أو مسؤول آخر.وطرحت مثالا" "ثقافة الكذب" على حد وصف مارك هغسون،ضابط قسم العراق في وزارة الخارجية أثناء فضيحة بيع الأسلحة في الثمانينات.لقد كانت كل كلمة تقريبا مضللة أو كاذبة.وتدرجت هذه الأكاذيب من "العقوبات لا تستهدف الشعب العراقي"إلى "العقوبات لم تشمل أبداً الغذاء والدواء".أما أكثر الأكاذيب التي تشبثوا بها فكانت لدى (صدام حسين) ما قيمته275مليون من الغذاء والدواء في المخازن ويرفض توزيعها".وقد فندت الأمم المتحدة ذلك وعلى رأسها كوفي عنان.إذ قال (جورج سومرول) المتحدث باسم الأمم المتحدة بشان العراق "لم تسجل أي آلية من آليات المراقبة التابعة للأمم المتحدة أي مشكلة كبيرة بخصوص تحوير أو تبديل أو إساءة استخدام الحاجات الإنسانية بأي شكل من الأشكال".
ثم ظهرت كذبة العشر مليارات.إذ ذكر كوك ان بغداد "بأمكانها ألان بيع ما قيمته عشر مليارات من نفطها سنوياً ودفعها مقابل الغذاء والدواء والحاجات الإنسانية الأخرى".
لقد عرف(كوك) ان أكثر من الثلث ذهب إلى التعويضات وتكاليف الأمم المتحدة.أما(بيترهاين) فقد رفع هذا الرقم،إذ ادعى انه " تم توفير16مليار دولار من الإغاثة الإنسانية السنة الماضية للشعب العراقي".وأجاب(هانز فون سبوينك)مستشهداً بوثائق الأمم المتحدة ان الرقم الذي قاله(هاين)قد غطى فعلياً مدة لربعة أعوام وبعد فرز التعويضات حصل العراق على ما يساوي100دولاراً لكل شخص كان على الدولة ان تبقيه حياً".واتهم(فون سبوينك) (هاين)قائلاً "بعد ان عرفت ما عرفت فأنت تكرر مرة بعد أخرى معلومات مضللة مختلفة في حقيقتها وذات أغراض شخصية".
هاين:ان قرار الأمم المتحدة1284(القاضي باستمرار العقوبات)يمثل الإرادة الجماعية لمجلس الأمن".
ان حماس (هاين) من اجل تشديد العقوبات قد صعقت أولئك الذين يتذكرونه كقائد عنيد للحملة المناهضة للفصل العنصري والمعارض للغزو الأمريكي للصين الهندية.ربما هذا هو حال المرتدين الطموحين.ووصل إلى حد الادعاء "بعدم وجود بيانات موثوقة" تتعلق باستخدام بريطانيا والولايات المتحدة لليورانيوم المنضب في العراق الذي شهد زيادة سبعة أضعاف في حالات الإصابة بالسرطان بين السكان المدنيين.وكما بين البروفيسور دواغ روكي فان أدلة تأثيرات اليورانيوم المنضب المسببة للسرطان قد تملأ مجلدات،من تحذير العميد ليسلي غروفيز،مدير مشروع مانهاتن عام1944،إلى التقارير الداخلية الكثيرة التي تسربت من البنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية.وفي عام1991حسبت سلطة الطاقة الذرية في المملكة المتحدة انه إذا ما تم استنشاق 8%من اليورانيوم المنضب الذي أطلق في حرب الخليج،فانه قد يتسبب بـ500.000حالة وفاة محتملة".
"تحاول تقليص الثمن على الشعب العراقي إلى الحد الأدنى....ما عليك فهمه ان هناك عالما حقيقيا وعالما خياليا".
"الخيال ان اسأل من يدفع الثمن في العراق؟ نحن لا نتحدث عن (صدام حسين)، بل عن الأبرياء.هل كان من الخيال ان نسال من دفع الثمن في القتل الجماعي لليهود في المانيا، وضحايا تيمور الشرقية والحوادث المروعة الأخرى في العالم؟"
"حسنا،ان فكرة مقارنة ما يجري في العراق مع القتل الجماعي لليهود، أجدها شخصيا فكرة عدائية".
"إنها أيضا قتل جماعي"
"حسنا،....ان مقارنة آثار العقوبات مع القتل الجماعي لليهود اعتداء على الناس الذين ماتوا في هذا القتل الجماعي".
"أنت لا تعتقد ان موت نصف مليون طفل يستحق هذا العناء"
"لقد تجاوزنا ذلك".
وسافرت إلى نيويورك لإجراء مقابلة مع كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة. انه يبدو رجلا مختلفا إلى حد غريب، فهو يتكلم بصوت منخفض جدا إلى حد غير مسموع تقريبا. وقلت له " بوصفكم أمينا عاما للأمم المتحدة التي تفرض حصارا على العراق، ما الذي تقوله إلى ذوي الأطفال الذين يحتضرون؟ وكان جوابه ان مجلس الأمن كان ينظر في قضية " العقوبات الذكية " التي "تستهدف القادة" وليس العمل " كأداة غير حادة يقع تأثيرها على الأطفال". وقلت ان الأمم المتحدة أنشئت لمساعدة الناس وليس إيذائهم، فأجاب "رجاء لا تحكم علينا بما حصل في العراق".
وسرت عبر الساحة العامة للأمم المتحدة إلى مكتب( بيتر فان والسوم) سفير هولندا في الأمم المتحدة ورئيس لجنة العقوبات. ما أثارني في هذا الدبلوماسي الذي يتحكم بحياة وموت أكثر من 22مليون إنسان من بعد نصف العالم،انه كان يبدو شأنه شأن السياسيين الليبراليين في الغرب، يتمسك بفكرتين متناقضتين تماما في عقله في ذات الوقت. فهو يتكلم من جهة عن العراق وكأن الجميع هم (صدام حسين) ومن جهة أخرى بدا عليه الاعتقاد ان معظم العراقيين مجرد ضحايا، ورهائن لتصلب ( الدكتاتور). لقد بدا رجلا مشوشا، فقد أرسل لي فاكسا لطيفا بعد المقابلة يقول فيه ان بإمكاني نشر إجاباته على الأسئلة التي لم يوافق عليها في بداية الأمر.
وسألته لماذا يتوجب معاقبة السكان المدينين على جرائم ( صدام حسين) فأجاب" إنها مشكلة معقدة ينبغي ان تدرك ان العقوبات احد الإجراءات العلاجية التي بحوزة تنظيم مجلس الأمن... والظاهر أنها تسبب الأذى. أنها تشبه الإجراء العسكري " تؤذي من..." ؟
"حسنا، هذه هي المشكلة بالفعل...ولكن مع الإجراء العسكري أيضا تواجه المشكلة الأبدية "للضرر المصاحب".
إذن شعب بأكلمه هو الضرر المصاحب. هل هذا صحيح؟
" كلا، أقول ان العقوبات لها آثار مشابهة.... أنا.. أنت تعرف...أنت تفهم,علينا دراسة هذه المسألة بشكل أعمق"
"هل تعتقد ان الشعب لديه حقوق إنسان بغض النظر أين يعيش وتحت أي نظام ؟ "نعم"
"ألا يعني ذلك ان العقوبات التي تفرضونها تخرق حقوق الإنسان لملايين الأشخاص؟
"لقد وثق أيضا ان النظام العراقي ارتكب خروقات خطيرة جدا في مجال حقوق الإنسان.."
"لا شك في ذلك.ما الفرق المبدئي بين خروقات حقوق الإنسان التي ارتكبها نظام صدام حسين وتلك التي تسببت بها لجنتكم؟"
"أنها مسألة معقدة للغاية،مستر بيلجر".
"ما الذي تقوله للذين يصفون العقوبات التي تسببت بوفاة عدد كبير من الناس
بـ"أسلحة الدمار الشامل"وأنها قاتلة مثل الأسلحة الكيمياوية؟"
"لا اعتقد أنها مقارنة منصفة"
"أليس وفاة نصف مليون طفل هو دمار شامل"؟
"لا اعتقد انه سؤال منصف للغاية....نحن نتكلم عن وضع تسببت به حكومة احتلت جارتها
وتمتلك أسلحة دمار شامل".
"أذن،لماذا ليست هناك عقوبات على(إسرائيل)التي تحتل معظم فلسطين وتهاجم لبنان بشكل شبه يومي؟ لماذا ليست هناك عقوبات على تركيا التي شردت ثلاثة ملايين كردي وتسببت بمقتل30.000كردي؟"
"حسنا،هنالك العديد من الدول التي لا نشعر بالرضا تجاه ما تفعله.فلا يمكننا ان نكون في كل مكان.
واكرر إنها مسألة معقدة".
"ما هو حجم النفوذ التي تتحكم به الولايات المتحدة على لجنتك؟"
"نحن نعمل عن طريق الإجماع"
"وإذا اعترض الأمريكان؟"
"لا نعمل"
وفي لندن، طلبت أجراء مقابلة مع روبن كوك ، الذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية،رمزا أخر للغموض،أو هكذا يبدو لي.ابرز المناصرين للعقوبات ، وكذالك مبدع "البعد الأخلاقي"في السياسة الخارجية لبريطانية في ظل حزب العمال الجديد(الذي أهمل منذ ذلك الحين). وقدم طلبي تحريرياً إلى وزارة الخارجية،واخبروني ان هناك احتمال جيد لأجراء مقابلة وزارية".مع ذلك فقد ذكر مسؤول ان كوك كان قد اعترض على الظهور في فيلم " أشبه بصور أطفال يحتضرون" لأنها كانت "قضية عاطفية"ولم يشأ ان يكون في هذا الموقف. وقدمت ضمانا ان المقابلة ستكون مباشرة وخاضعة لتدقيق منصف، وقلت ان بامكانه التعرف على معظم الأسئلة مقدما.وطالب كوك بعد شهرين من الجيئة والذهاب والرسائل والمكالمات الهاتفية والتحجج بالذرائع،بأجراء تدقيق حصري للفلم يتبعه "إجابة"أمدها عشرة دقائق بدون مونتاج على لسانه في نهاية الفلم.وأجبتهم أني أردت أجراء مقابله معه شأن أي شخص أخر في الفيلم. كما طلب وكيله بيترهاين مراقبة تحريرية.فرفضت.وعند عرض "دفع الثمن:قتل أطفال العراق" الذي أثار استجابة عامة واسعة،أصدرت وزارة الخارجية رسالة قانونية مع توقيع كوك أوهاين أو مسؤول آخر.وطرحت مثالا" "ثقافة الكذب" على حد وصف مارك هغسون،ضابط قسم العراق في وزارة الخارجية أثناء فضيحة بيع الأسلحة في الثمانينات.لقد كانت كل كلمة تقريبا مضللة أو كاذبة.وتدرجت هذه الأكاذيب من "العقوبات لا تستهدف الشعب العراقي"إلى "العقوبات لم تشمل أبداً الغذاء والدواء".أما أكثر الأكاذيب التي تشبثوا بها فكانت لدى (صدام حسين) ما قيمته275مليون من الغذاء والدواء في المخازن ويرفض توزيعها".وقد فندت الأمم المتحدة ذلك وعلى رأسها كوفي عنان.إذ قال (جورج سومرول) المتحدث باسم الأمم المتحدة بشان العراق "لم تسجل أي آلية من آليات المراقبة التابعة للأمم المتحدة أي مشكلة كبيرة بخصوص تحوير أو تبديل أو إساءة استخدام الحاجات الإنسانية بأي شكل من الأشكال".
ثم ظهرت كذبة العشر مليارات.إذ ذكر كوك ان بغداد "بأمكانها ألان بيع ما قيمته عشر مليارات من نفطها سنوياً ودفعها مقابل الغذاء والدواء والحاجات الإنسانية الأخرى".
لقد عرف(كوك) ان أكثر من الثلث ذهب إلى التعويضات وتكاليف الأمم المتحدة.أما(بيترهاين) فقد رفع هذا الرقم،إذ ادعى انه " تم توفير16مليار دولار من الإغاثة الإنسانية السنة الماضية للشعب العراقي".وأجاب(هانز فون سبوينك)مستشهداً بوثائق الأمم المتحدة ان الرقم الذي قاله(هاين)قد غطى فعلياً مدة لربعة أعوام وبعد فرز التعويضات حصل العراق على ما يساوي100دولاراً لكل شخص كان على الدولة ان تبقيه حياً".واتهم(فون سبوينك) (هاين)قائلاً "بعد ان عرفت ما عرفت فأنت تكرر مرة بعد أخرى معلومات مضللة مختلفة في حقيقتها وذات أغراض شخصية".
هاين:ان قرار الأمم المتحدة1284(القاضي باستمرار العقوبات)يمثل الإرادة الجماعية لمجلس الأمن".
ان حماس (هاين) من اجل تشديد العقوبات قد صعقت أولئك الذين يتذكرونه كقائد عنيد للحملة المناهضة للفصل العنصري والمعارض للغزو الأمريكي للصين الهندية.ربما هذا هو حال المرتدين الطموحين.ووصل إلى حد الادعاء "بعدم وجود بيانات موثوقة" تتعلق باستخدام بريطانيا والولايات المتحدة لليورانيوم المنضب في العراق الذي شهد زيادة سبعة أضعاف في حالات الإصابة بالسرطان بين السكان المدنيين.وكما بين البروفيسور دواغ روكي فان أدلة تأثيرات اليورانيوم المنضب المسببة للسرطان قد تملأ مجلدات،من تحذير العميد ليسلي غروفيز،مدير مشروع مانهاتن عام1944،إلى التقارير الداخلية الكثيرة التي تسربت من البنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية.وفي عام1991حسبت سلطة الطاقة الذرية في المملكة المتحدة انه إذا ما تم استنشاق 8%من اليورانيوم المنضب الذي أطلق في حرب الخليج،فانه قد يتسبب بـ500.000حالة وفاة محتملة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق