الأحد، 8 فبراير 2009

قدرات المخابرات الامريكية تختبر (2-2)

ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

* تغيير قوانين الاستخدام: قالت وكالة المخابرات المركزية في عام 1995، وتحت ضغط مارسه مجلس الشيوخ عليها، انها تستأجر السفاحين والمجرمين. وظنت لجنة بريمر في العام الماضي ان هذا القرار سيقلص من المصادر المعلوماتية وسيثبط الروح المعنوية. ويخوض ضباط المخابرات في الجدال قائلين انهم ومن الناحية العلمية كانوا قادرين على استئجار من يرغبون به وكان الامر يتطلب مصادقة من الجهات العليا فحسب.

* تحسين الصفة الاحترافية(2) في المقرات العامة: والشكوى حول هذه النقطة جمة، إذ تدور الاقاويل إن الضابط المسئول عن شعبة السعودية لا يتكلم اللغة العربية، وأخرى عن روبرت روبن وزير المالية السابق قوله إن باستطاعته الحصول على معلومات اقتصادية افضل بواسطة مؤسسته القديمة جولدمان ساكس. وقد تضررت وحدة إدارة العمليات التابعة لوكالة المخابرات المركزية التي تعين الجواسيس جراء استقالة العديد من عناصرها البارزين مؤخرا وبسبب تعرض الاجراء الذي تعمتده الوكالة في استئجار شباب ليسوا ذوي خبرة الى الانتقاد.

* تغيير الأولويات: يقول العديد من النقاد إن اجهزة المخابرات تصب الكثير من الاهتمام على الاقمار الاصطناعية التي تلتقط كثيرا من المعلومات العديمة الفائدة (إذ لايتم تحليل مانسبته 90% من هذه المعلومات). ومن المفيد ان تصب المزيد من الاهتمام على البوليس السري التقليدي . لكن عندما تغير التكنولوجيا سبل الاتصالات حتى للارهابيين، فمن غير المحتمل أن يتغاضى الجواسيس عن الاقمار الاصطناعية.

* تحسين التنسيق: يعود تصميم أجهزة المخابرات مع وكالاتها المتعددة الى أيام الحرب الباردة. فبعضها (وبالاخص مكتب المباحث الفيدرالي) مشهور عنه البطئ في تبادل المعلومات مع الوكالات الاخرى. ربما تبدوا هذه المشكلة الان الاسهل حلاً. اما الآن باشرت وكالة المخابرات المركزية ومكتب المباحث الفيدرالي بتبادل الموظفين البارزين تبادلا روتينيا في الوقت الحالي. وتعمل المجموعة الامنية لمقارعة الارهاب التي جمعت كل من رؤوساء وكالة المخابرات المركزية ومكتب المباحث الفيدرالي ومجلس الامن القومي ورئاسة اركان الجيش المشتركة ووزارات الخارجية والدفاع والعدل، بشكل جيد في الوقت الحالي.

* هل حان الوقت للاستعانة بعيون خارجيـة [1]
ربما يفقد جورج تينيت مديروكالة المخابرات المركزية منصبه(فقده فيما بعد)، وتطالب لجنة المخابرات التابعة للبيت الابيض بتغيرات بنيوية كبيرة لم يسبق ان حدثت في تأريخ أمريكا. وفي الحقيقة من غير المحتمل ان يتم اجراء تحولات جذرية وإجراء الاستعدادت لاحداث اكثر الاصلاحات بساطة وتعد بعض المقترحات التي قدمت حديثا مشكوك في نتائجها. لكن لاتوجد اية افكار اخرى، اذ يشير ريشاد بيرل الوكيل السابق لوزارة الدفاع الى ان الرئيس بوش الاب، عندما كان مديرا لوكالة المخابرات المركزية في عقد السبعينيات حل مشكلة اخرى بطريق جمع المعلومات المخابراتية عن روسيا وذلك باشراكه لمجموعة مستشارين من خارج الوكالة برئاسة ريشارد بايبس وهو استاذ في جامعة هارفرد، فلربما يتوجب على بوش الابن أن ينهج النهج ذاته.

شرع المتعقبون بـدس انوفهم(التحقيق)
لندن ـ واشنطن
علاقة اسامة بن لادن بالاحداث تزداد قوة،ان لم تصبح مقنعة بعد
ان انعطاف المحنة التي خلفها تسعة عشر شخصا من الخاطفين الذين لقوا مصرعهم الى اجراء خمسمائة واربعين مقابلة تحقيقة ثلاثمائة وثلاثة وثمانين عملية تفتيش واصدار حوالي اربعة آلاف وأربعمائة وسبع مذكرة احضار للمثول امام المحكمة واعتقال ما يربو على خمسمائة شخص وهذا كله في الولايات المتحدة الامريكية فحسب. وتم اعتقال مائة وخمسين شخصا آخرين في خمس وعشرين بلدا مختلف. ولم يتم اظهار علاقة وثيقة بين اسامة بن لادن والخاطفين علنا بعد، بيد انه اخذت بعض العلاقات تربط بين المشتبه به الرئيسي واحداث الحادي عشر من ايلول تتكشف.
ويقول المحققون انه قبل وقوع الهجوم، أرسل أحد اكثر رجال المال الذين يثق بهم بن لادن وهو مصطفى أحمد، المعروف بالشيخ سعيد، تلغرافا يطلب فيه سحب اموال من حسابه المصرفي في بنك دبي لمحمد عطا الذي يعتقد بتزعمه للخاطفين ورد الخاطفون الاموال المتبيقية الى السيد احمد عشية ليلة الهجوم، ولقد جمدت السلطات في دولة الامارات العربية كل الحسابات التي باسم السيد أحمد، إلا ان السيد أحمد مايزال طليقا حتى الآن.

ويوجد دليل ظرفي على ارتباط اربعة إرهابيين آخرين باسامة بن لادن، وطبقا لما يقول المحققون الامريكان إن خالد المظهر ونواف الحمزي اللذان كانا على متن الطائرة التي صدمت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) صور لهم فلم في شهر كانون الثاني في عام 2000 في ماليزيا وهما يلتقيان أعضاء سريين في تنظيم القاعدة كانوا على ارتباط بعملية التفجير الانتحارية على السفينة الامريكية (USA Cole). ويعتقد ان وائل الشهري الذي كان على متن الطائرة التي صدمت مبنى مركز التجارة العالمية أمضى فترة من الزمن في احدى المعسكرات التدريبية التابعة لاسامة بن لادن في افغانستان ويقال أن حمزة الغامدي وهو أحد الاشخاص الذين شنوا الهجوم على مبنى التجارة العالمية قد كان أحد الحراس الشخصيين لابن لادن.
ولا تعد هذه الادلة دليلا قاطعا على ادانة بن لادن بيد ان المعلومات التي تقاطرت من الجواسيس وعمليات التنصت قد اثمرت في اقناع حلفاء الولايات المتحدة، إذ يقول رئيس الوزراء البريطاني توني بيلر انه قد اطلع على "دليل لا سبيل لدحضه" عن تورط بن لادن.
ويقول جورج روبرتسون الامين العام لحلف الناتو ان الدليل الذي قدمته الحكومة الأمريكية قد أقنع دول الحلف الثمانية عشر. ويقوم وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد بجولة الى بعض البلدان العربية لأطلاعهم على بعض الادلة الى حد ما.
وشرع مكتب المباحث الفيدرالي في رسم صورة افضل عن الخاطفين التسعة عشر على الرغم من انهم كانوا منتشرين في مدن مختلفة فانهم وكما يبدوا يعملون كوحدة واحدة بقيادة محمد عطا، وتوحي الوثائق التي عثر عليها في امتعته بانها تعلميات للخاطفين مذكرا اياهم بأن يتأكدوا من جوازات سفرهم وسكاكينهم وحاثا اياهم على الاستبشار بالموت في سبيل الله.

ويوجد بالاضافة الى عطا، ثلاثة خاطفين آخرين كانوا ماهرين وحضر اثنان آخران دروسا قليلية لتعلم الطيران. ومما يبدوا ان هؤلاء الاشخاص الستة كانوا اصدقاء حميمين (تقاسم ثلاثة منهم نفس الغرفة عندما كانوا طلابا في المانيا) وقضوا فترة تزيد على ثمانية عشرا شهرا في الولايات المتحدة قبل شن الهجمات بينما كان الاشخاص الآخرين البالغ عددهم ثلاثة عشر شخصا اللذين اوكلت لهم مهمة السيطرة على المسافرين كانوا أقل عمراً وأقل تعليما وقد وطأت اقدامهم أرض أمريكا بعد اولئك بكثير، ومما يتضح إن كل المنفذين كانوا سعوديين.
وتزداد قناعة المحققين ايضا انه التخطيطات اشتملت على عملية أو عمليتان لاختطاف الطائرات كانتا قيد التنفيذ ويركزون على ثلاثة رجال هم رهن الحبس كانوا قد تدربوا على الطيران إذ أعتقل المحققون أحدهم عندما كان يسعى للحصول على تدريب صوري على الطيران في ولاية مينيسوتا، واعتقل الاخران على متن قطار في ولاية تكساس بعد مغادرتهم لطائرة أجبرت على الهبوط عقب الهجمات.
وتم احراز تقدم جوهري في اوربا ايضا ففي المانيا، التقط عناصر المخابرات الالمانية محادثة هاتفية أعلن فيها اتباع "بن لادن" عن بدأ الهجوم في الحادي عشر من شهر ايلول بقولهم "يسافر الاشخاص الثلاثون لينفذوا العملية" ويشير هذا الامر الى وجود أحد عشر شخصا آخرين طلقاء، تقول الشرطة الفرنسية انها عثرت على دليل تعليمات مشفر في احدى الغارات التي شنتها، وربما كانت له صلة بالهجمات. وفي بريطانيا، اعتقلت أجهزة المخابرات البريطانية لطفي رايسي وهو طيار جزائري يعتقد انه كان "كبير المعلمين" لأربعة من الخاطفين التسعة عشر عندما كانوا بأجمعهم في ولاية آريزونا، إلا أنه لم يعترف أي شخص حتى الآن بأي شيء.


ليست هناك تعليقات: