المختارون
ترجمة الباحث :أمير جبار الساعدي
ترجمة الباحث :أمير جبار الساعدي
هناك شيء خاص في كون الانسان استراليا. فالروح الاسترالية،هي تلك القدرة على المساعدة التي تتيح لنا التعاضد في أوقات التحدي وأوقات المحنة،وهي هذا الشيء الخاص.
(رئيس الوزراء جون هاوارد)
لو كان هنالك سباق بين الدول الديمقراطية لمعرفة من هو الأفضل في التواصل بخرق حقوق الإنسان(لسكان شعبه الأصليين)،فستأتي استراليا بكل براءة في المؤخرة.
(البروفسور كولن ثاز) مركز دراسات الابادة الجماعية/سيدني
من الناحية الطبيعية فلا شبيه لسيدني:حيث الميناء ذو المياه العميقة،فهي تاج شواطئ المحيط الهادئ ومصبات الأنهار والمضايق الغامضة حيث تنبت أشجار اليوكالبتوس وأشجار الصمغ العملاقة والتي ترتفع من حافة المياه.وفي الوسط ينتصب المسرح كأنه مدينة نيويورك مصغرة،أما هيكل هذا المسرح فيتكون من الجسر العظيم المقنطر ودار الأوبرا الخيالي وبركة سباحة اولمبية تم بناءوها في عقد الثلاثينات مع وجود الدلافين الذكية، وحصيلة رياضية مشرفة من 86 رقماً قياسياً عالمياً في السباحة،انه رقم عالمي بحد ذاته.وبجوار البركة تقع (لونابارك) وهي مدينة ألعاب دعايتها وجه ضخم بابتسامة اقرب إلى المعتوهة.هذا هو مظهر استراليا الكاذب أو "خزانة العرض"بتعبير متعهدي الألعاب الاولمبية.كانت الألعاب الاولمبية لعام2000تفتح "عصراً ذهبياً جديداً" للاستراليين وهم ينشدون الأغنية المتناغمة "المختارون يأخذون حلمهم إلى الألفية الجديدة:حلم يشاركهم الجميع فيه"المختارون لم يتركوا شيئاً للصدفة.فحين جاءت الجنة الاولمبية الدولية للتحقق من المدينة قبل الفوز بالتنظيم،تم توقيت إشارات المرور بحيث تكون خضراء حال اقتراب سيارات الليموزين.ولم يتم التطرق إلى الماضي العنصري لرئيس الجنة الاولمبية الدولية خوان سامرانش في صحافة سدني،وقيل انه تم تغيير موجة المذياع في غرفته في الفندق،لتجنب التقاط احد المعلقين وهو يطرح الموضوع المحظور.رحلات الميناء ووجبات الكركند والشمبانيا والكونياك والسيجار الكوبي التي جاءت مما كان يعرف بـ"صندوق الإطراء"ويبلغ رصيده28مليون دولار استرالي.وتم إعطاء منحات كل منها بقيمة52.500الاف دولار استرالي الى الوفود الأفريقية في اللجنة الاولمبية الدولية قبل ليلة من تصويت اللجنة.وقدم رئيس اللجنة الاولمبية الاسترالية جون كواتيس "منحة دراسية مع الطعام"لابنة ممثل سوازبلاند في اللجنة الاولمبية الدولية.قال كواتيس "أنا أب لستة أطفال،أليس هذا هو كل ما في العائلة الاولمبية؟".لمحت زوجة احد وفود اللجنة الاولمبية الدولية في إحدى الولائم في سيدني رجلاً اسود يعزف على آلة الديدغريدو(didgeridoo) في ألـ"سيركولر كواي"(Circular Quay) الممشى الدائري حيث المهرجان الرياضي للسواح.وسألت من هذا؟"
فأجابها احد المضيفين هو واحد من الابوريجنز "احد السكان الأصلين".
* "حقا ً؟ وأين الباقون ؟"
* "أ أ،في المناطق النائية".
وهناك حي كبير للأقلية من السكان الأصلين في ريدفورد قي سدني على بعد خمس دقائق تقطع بالسيارة الفارهة(الليموزين).ويمكن تميزها بسهولة عن باقي المدينة بسبب وجود الشرطة القمعية.وقد حاولت الخدمة القانونية للسكان الأصليين ومقرها ريدفورد ان تجذب اللجنة الاولمبية الدولية لزيارة استراليا التي لم يزورها من قبل، استراليا ما وراء البطاقة البريدية، لكن الوقت لم يسمح بذلك ولم يكن الوضع مواتيا، كما اعلن وزير حكومة نيوساوث ويلز المسؤول عن الألعاب الأولمبية قائلا" على كل من يهدد تنافس سيدني ان يحذر". وفي موناكو حيث تقرر اللجنة الأولمبية اسم الفائز، تم تقدير استراليا واحة للتناغم البشري بفارق ملحوظ عن الصين منافستها الرئيسة على تنظيم الألعاب. تمت ضيافة الوفود بلوحات السكان الأصليين من الراقصين وعازفي الديدغريدو* Didgeridoo المغطين كامل جسدهم بالأصباغ، ومعهم الواثبون من حيوانات الكنغر والجرذان الصغيرة الشبيهة بالدببة، طالما استولت استراليا البيضاء على فن وتحفيات حلم السكان الأصليين ولا عجب في تبني البوميرونغ([1]) شعاراً للألعاب الأولمبية. وأعيد طلاء اثنتين من طائرات الخطوط الجوية الأسترالية (كانتاس) بأشكال شعبية. كما كانت هناك " لجنة استشارية شعبية" برئاسة نجم رياضة الركبي السابق الدمث الخلق غاري أيلا أحد السكان الأصليين، إضافة إلى مجموعة أخرى من السكان الأصليين الذين تم تسميتم كـ" موظفي استقبال رسميين".
عندما حملت كاثي فريمان، العداءة العالمية واحد ( الأبوريجينيز) السكان الأصليين في 15 ايلول/ سبتمبر2000 الشكل الذي أوقد الشعلة الأولمبية، ضاعت كل فضائح الرشوة والإبتزاز المحرمة في وهج حفل الإفتتاح "الصحيح ثقافيا" والمكرس " للإحترام المتبادل وتسوية النزاعات". كان شعاره راقصة من السكان الأصليين تقود طفلا أيضا أبيضا في رحلة أسطورية عبر التاريخ الأسترالي بينما كانت هي تحلم.
( جاء هذا تصويرا للذين تذكروا مشاركة بلدهم في الحفل الختامي لأولمبياد أطلنطا الذي كان على شكل حيوانات كنغر منفوخة تقود دراجات هوائية).
----------------------------------
* الديدغريدو Didgeridoo آلة موسيقية يستخدمها (زنوج) استراليا وهم السكان الأصليين الأبورجينز.
([1]) Boomerang قطعة خشب ملوية ومعوقة يتخذ منها سكان استراليا الأصليون قذيفة يرشقون بها هدفا ما.
(رئيس الوزراء جون هاوارد)
لو كان هنالك سباق بين الدول الديمقراطية لمعرفة من هو الأفضل في التواصل بخرق حقوق الإنسان(لسكان شعبه الأصليين)،فستأتي استراليا بكل براءة في المؤخرة.
(البروفسور كولن ثاز) مركز دراسات الابادة الجماعية/سيدني
من الناحية الطبيعية فلا شبيه لسيدني:حيث الميناء ذو المياه العميقة،فهي تاج شواطئ المحيط الهادئ ومصبات الأنهار والمضايق الغامضة حيث تنبت أشجار اليوكالبتوس وأشجار الصمغ العملاقة والتي ترتفع من حافة المياه.وفي الوسط ينتصب المسرح كأنه مدينة نيويورك مصغرة،أما هيكل هذا المسرح فيتكون من الجسر العظيم المقنطر ودار الأوبرا الخيالي وبركة سباحة اولمبية تم بناءوها في عقد الثلاثينات مع وجود الدلافين الذكية، وحصيلة رياضية مشرفة من 86 رقماً قياسياً عالمياً في السباحة،انه رقم عالمي بحد ذاته.وبجوار البركة تقع (لونابارك) وهي مدينة ألعاب دعايتها وجه ضخم بابتسامة اقرب إلى المعتوهة.هذا هو مظهر استراليا الكاذب أو "خزانة العرض"بتعبير متعهدي الألعاب الاولمبية.كانت الألعاب الاولمبية لعام2000تفتح "عصراً ذهبياً جديداً" للاستراليين وهم ينشدون الأغنية المتناغمة "المختارون يأخذون حلمهم إلى الألفية الجديدة:حلم يشاركهم الجميع فيه"المختارون لم يتركوا شيئاً للصدفة.فحين جاءت الجنة الاولمبية الدولية للتحقق من المدينة قبل الفوز بالتنظيم،تم توقيت إشارات المرور بحيث تكون خضراء حال اقتراب سيارات الليموزين.ولم يتم التطرق إلى الماضي العنصري لرئيس الجنة الاولمبية الدولية خوان سامرانش في صحافة سدني،وقيل انه تم تغيير موجة المذياع في غرفته في الفندق،لتجنب التقاط احد المعلقين وهو يطرح الموضوع المحظور.رحلات الميناء ووجبات الكركند والشمبانيا والكونياك والسيجار الكوبي التي جاءت مما كان يعرف بـ"صندوق الإطراء"ويبلغ رصيده28مليون دولار استرالي.وتم إعطاء منحات كل منها بقيمة52.500الاف دولار استرالي الى الوفود الأفريقية في اللجنة الاولمبية الدولية قبل ليلة من تصويت اللجنة.وقدم رئيس اللجنة الاولمبية الاسترالية جون كواتيس "منحة دراسية مع الطعام"لابنة ممثل سوازبلاند في اللجنة الاولمبية الدولية.قال كواتيس "أنا أب لستة أطفال،أليس هذا هو كل ما في العائلة الاولمبية؟".لمحت زوجة احد وفود اللجنة الاولمبية الدولية في إحدى الولائم في سيدني رجلاً اسود يعزف على آلة الديدغريدو(didgeridoo) في ألـ"سيركولر كواي"(Circular Quay) الممشى الدائري حيث المهرجان الرياضي للسواح.وسألت من هذا؟"
فأجابها احد المضيفين هو واحد من الابوريجنز "احد السكان الأصلين".
* "حقا ً؟ وأين الباقون ؟"
* "أ أ،في المناطق النائية".
وهناك حي كبير للأقلية من السكان الأصلين في ريدفورد قي سدني على بعد خمس دقائق تقطع بالسيارة الفارهة(الليموزين).ويمكن تميزها بسهولة عن باقي المدينة بسبب وجود الشرطة القمعية.وقد حاولت الخدمة القانونية للسكان الأصليين ومقرها ريدفورد ان تجذب اللجنة الاولمبية الدولية لزيارة استراليا التي لم يزورها من قبل، استراليا ما وراء البطاقة البريدية، لكن الوقت لم يسمح بذلك ولم يكن الوضع مواتيا، كما اعلن وزير حكومة نيوساوث ويلز المسؤول عن الألعاب الأولمبية قائلا" على كل من يهدد تنافس سيدني ان يحذر". وفي موناكو حيث تقرر اللجنة الأولمبية اسم الفائز، تم تقدير استراليا واحة للتناغم البشري بفارق ملحوظ عن الصين منافستها الرئيسة على تنظيم الألعاب. تمت ضيافة الوفود بلوحات السكان الأصليين من الراقصين وعازفي الديدغريدو* Didgeridoo المغطين كامل جسدهم بالأصباغ، ومعهم الواثبون من حيوانات الكنغر والجرذان الصغيرة الشبيهة بالدببة، طالما استولت استراليا البيضاء على فن وتحفيات حلم السكان الأصليين ولا عجب في تبني البوميرونغ([1]) شعاراً للألعاب الأولمبية. وأعيد طلاء اثنتين من طائرات الخطوط الجوية الأسترالية (كانتاس) بأشكال شعبية. كما كانت هناك " لجنة استشارية شعبية" برئاسة نجم رياضة الركبي السابق الدمث الخلق غاري أيلا أحد السكان الأصليين، إضافة إلى مجموعة أخرى من السكان الأصليين الذين تم تسميتم كـ" موظفي استقبال رسميين".
عندما حملت كاثي فريمان، العداءة العالمية واحد ( الأبوريجينيز) السكان الأصليين في 15 ايلول/ سبتمبر2000 الشكل الذي أوقد الشعلة الأولمبية، ضاعت كل فضائح الرشوة والإبتزاز المحرمة في وهج حفل الإفتتاح "الصحيح ثقافيا" والمكرس " للإحترام المتبادل وتسوية النزاعات". كان شعاره راقصة من السكان الأصليين تقود طفلا أيضا أبيضا في رحلة أسطورية عبر التاريخ الأسترالي بينما كانت هي تحلم.
( جاء هذا تصويرا للذين تذكروا مشاركة بلدهم في الحفل الختامي لأولمبياد أطلنطا الذي كان على شكل حيوانات كنغر منفوخة تقود دراجات هوائية).
----------------------------------
* الديدغريدو Didgeridoo آلة موسيقية يستخدمها (زنوج) استراليا وهم السكان الأصليين الأبورجينز.
([1]) Boomerang قطعة خشب ملوية ومعوقة يتخذ منها سكان استراليا الأصليون قذيفة يرشقون بها هدفا ما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق